تحولت جزيرة الوراق، بمحافظة الجيزة، إلى مسرح للاشتباكات بين قوات الأمن وأهالي الجزيرة، في تصاعد جديد للتوترات، التي تنوي الدولة بيعها لدولة الإمارات.
وأكد شهود عيان من الأهالي، أن الاشتباكات بدأت عند منطقة الكمين أسفل محور تحيا مصر، بعد دخول معدات هدم وتعزيزات أمنية بهدف تنفيذ قرارات إزالة لمنازل ومبانٍ يملكها الأهالي.
وظهرت فيديوهات مباشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تراشق الأهالي مع الأمن بالحجارة، في حين أطلق الأخير أعيرة نارية لتفريق المحتجين، ما أسفر عن القبض على أحد شباب الجزيرة.
وصف الأهالي تدخل الشركات ومرافقة قوات الأمن بأنه "محاولة لنهب أراضينا ومنازلنا"، مؤكدين رفضهم أي إجراءات إزالة منذ أكثر من أسبوع.
وقال شهود العيان إن قوات مديرية أمن الجيزة قامت بمحاولات اقتحام المنازل باستخدام لوادر، مستهدفين السيطرة على المناطق الأمامية والنصفية للجزيرة.
ويعد النزاع الحالي امتدادًا لقرارات سابقة بدأت في 2018، حين أصدر مجلس الوزراء القرار رقم 20 لسنة 2018 لإنشاء مجتمع عمراني جديد على الجزيرة، تلاه عدة قرارات لنزع ملكية أراضي الجزيرة لصالح مشاريع إسكانية وتجارية وسياحية، ومن بينها مشروع 68 برجًا على مساحة 61013 فدانًا. وبحسب وزارة الإسكان، فقد تم الحصول على نحو 993 فدانًا من أصل 1295 فدانًا، أي ما يزيد على 76% من مساحة المشروع، مع تغييرات في الاسم إلى "مدينة حورس" وتقديرات تكلفة بلغت 17.5 مليار جنيه وإيرادات متوقعة تصل إلى 122.54 مليار جنيه على 25 عامًا.
وفي ظل هذه الخطة، اتهم الأهالي السلطات بإضرام النار في بعض المنازل ومنع فرق الإطفاء من الوصول إليها، في تصعيد جديد يزيد من حدة الأزمة. ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه المواجهات من شأنه أن يزيد من الانقسام بين السلطات المحلية وسكان الجزيرة، وسط مطالب الأهالي بالحفاظ على ممتلكاتهم وحقهم في السكن داخل جزيرتهم.

