أظهر استطلاع أجراه الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن 17.2 بالمائة من الشباب المصري - في الفئة العمرية من 15 إلى 29 عامًا- يرغبون في مغادرة البلاد.
وعبر 25.8 في المائة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا عن رغبتهم في العيش في الخارج، وفقا للاستطلاع الذي أجري عام 2014 وأعلنت نتائجه في يونيو الماضي.
الأوضاع السياسية
وبحسب خبراء، فإن الدافع الأول وراء هجرة الشباب من مصر يرجع إلى الأوضاع السياسية التي تعيشها البلاد، تحت حكم الانقلاب، والتي قوضت آمال الشباب الذين قادوا وواكبوا ثورة 25 يناير 2011 في دفع البلاد نحو الديمقراطية، وفي ظل حالة من التضييق على حرية الرأي، التي دفعت بالكثير من الشباب إلى السجون، بسبب آراء عبروا عنها في كثير من الأحيان على منصات التواصل الاجتماعي.
وتسود أجواء من التشاؤم بين قطاع كبير من الشباب في التخلص من الديكتاتورية الحاكمة، في ظل تعزيز القبضة الأمنية، وفرض مناخ الخوف والترهيب لمنع أي تحركات في الشارع نحو الإطاحة به، الأمر الذي دفع كثيرين إلى التفكير في مغادرة البلاد بحثًا عن تنفس أجواء الحرية.
البطالة
كما تلعب البطالة دورًا كبيرًا في تفكير الشباب بالهجرة إلى خارج البلاد سعيًا وراء فرص مستقبلية أفضل، في ظل قلة فرص العمل وتدني الأجور في مصر.
وفقًا لآخر الأرقام الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في أغسطس الماضي، فقد بلغ عدد المتعطلين 2.054 مليون فرد، أي ما يمثل 6.1 بالمائة من إجمالي القوى العاملة.
وكانت الفئة العمرية بين 20-24 سنة الأعلى في معدلات البطالة، حيث سجلت نسبة 28.9 بالمائة.
وبلغت نسبة المتعطلين من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية وما فوقها 78.2 بالمائة من إجمالي المتعطلين.
وشكلت نسبة حملة المؤهلات الجامعية وما فوقها 44.8 بالمائة من إجمالي المتعطلين، وهي نفس النسبة المسجلة في الربع المماثل من العام السابق.
ارتفاع تكلفة المعيشة
فضلاً عن فرص العمل النادرة، والرواتب المتدنية، فإن تكلفة المعيشة في ارتفاع مستمر، حيث يواجه الكثيرون صعوبة في تأمين لقمة عيشهم، وسط ارتفاع الأسعار في جميع السلع الأساسية والخدمات مثل الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى أسعار السيارات والعقارات.
ولعل هذا ما يدفع كثيرًا من الشباب إلى المخاطرة بأرواحهم من أجل الهجرة إلى أوروبا، حيث يُقدَّر أن ما بين 10 آلاف و20 ألف مصري يبحرون إلى أوروبا بشكل غير شرعي سنويًا.
يبحث هؤلاء عن نافذة أمل لتحسين أوضاعهم إلى الأفضل، على الرغم من أنهم قد يدفعون أرواحهم ثمنًا لذلك.
الهوة الطبقية
زاد من سخط الشباب الذي يبحث عن الهجرة من مصر، اتساع الهوة الطبقية في مصر، حيث الطبقة العليا التي تعيش في مجتمعات منعزلة تستأثر بنصيب الأسد من الثروات في مصر، بينما تعمل الطبقة المتوسطة العليا ليلًا نهارًا لضمان حياة "متوسطة،. في حين أن الفقراء يعيشون في ظروف واوضاع لا إنسانية بالمرة.
علاوة على أن النظام في مصر قائم على الفساد والمحسوبية، فالوظائف الرسمية الرفيعة لا تعرف طريقها إلا لأبناء الطبقة العليا، وحتى الشباب المجتهد تعليميًا، لن يكون له نصيب منها، ما دام لا يملك الواسطة لشغل هذه الوظيفة.

