في تغريدة لاذعة ومكثفة، اختصر الصحفي نظام المهداوي جوهر الدور الإماراتي في الإقليم، قائلاً: "تستفيد الإمارات من كل المفاسد المحرمة وأكثر. وما هي إلا بيدق في يد الصهيونية: الذهب، الدعارة، غسيل الأموال… كلها مشاريع مربحة لشيوخ الفسق."

هذا التوصيف الصادم ليس مجرد رأي صحفي، بل انعكاس لما أثبتته الوثائق الدولية، والعقوبات الأمريكية، والتحقيقات الحقوقية التي ربطت أبوظبي بنهب ذهب السودان، واحتضان شبكات غسيل الأموال، وتوظيف الدين والسياسة والإعلام في دعم الثورات المضادة وتثبيت الاستبداد.

 

ذهب السودان: المورد الاستراتيجي الذي سقط في فخ الإمارات
في ظل الحرب الدائرة في السودان منذ 2023، تفجرت فضيحة كبرى حول تهريب الذهب السوداني إلى الخارج، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة، ومنظمات مثل "Global Witness"، وبيانات وزارة الخزانة الأمريكية، إلى تورط شركات إماراتية في شراء الذهب من مناطق النزاع، بالتواطؤ مع قوات الدعم السريع. في يوليو 2023، فرضت واشنطن عقوبات على سبع شركات إماراتية متورطة في هذه الأنشطة، مؤكدة أن العوائد المالية تُستخدم في تمويل الإبادة والانتهاكات الجسيمة.
هذا ما أشار إليه نظام المهداوي بوضوح: "وما دمت ترى حسابات إماراتية تنفي وتتهكم، فاعلم أن اكتشاف الحقيقة يوجع شيطان العرب محمد بن زايد". إنها ليست مجرد تجارة، بل منظومة نهب ممنهج لثروات الشعوب، تتم برعاية رسمية وحماية سياسية.

 

الدعارة وغسيل الأموال: اقتصاد الظل في إمبراطورية دبي
من الدعارة المقننة إلى غسيل الأموال، تحوّلت دبي إلى ملاذ عالمي للأنشطة غير القانونية. تقارير أوروبية وأمريكية وصفت الإمارات بأنها واحدة من أهم محطات تحويل الأموال القذرة في العالم، بفضل قوانين متساهلة وسرية مصرفية خانقة. الشبكات التي تدير هذا الاقتصاد مرتبطة مباشرة بشخصيات نافذة في الدولة، وتُغذى من أرباح تجارة الجنس والمخدرات، في ظل حماية أمنية تامة.
كما قال المهداوي، فإن هذا ليس عرضيًا، بل استراتيجية. الإمارات تستفيد من هذا التمدد الخفي وتوظفه لتعزيز نفوذها المالي والسياسي عالميًا، دون اعتبار لسمعة الإسلام أو حقوق الإنسان.

 

السيطرة على الموانئ: إمبريالية لوجستية بأدوات استثمارية
تنتشر أذرع الإمارات الاقتصادية والعسكرية في موانئ اليمن (عدن، المخا، سقطرى)، وجيبوتي، والصومال، وحتى ليبيا. تُستخدم شركات مثل "موانئ دبي العالمية" كغطاء للنفوذ العسكري، حيث يتم إغلاق الموانئ أو تسخيرها لخدمة أجندة أبوظبي، ما يعرقل التنمية في تلك الدول ويضع قرارها الاقتصادي تحت الوصاية.

 

دعم الثورات المضادة: من ربيع إلى شتاء قمعي
دعمت الإمارات الانقلاب العسكري في مصر، وسلّحت ميليشيات حفتر في ليبيا، وموّلت شبكات إعلامية لنزع الشرعية عن الثورة في تونس. الهدف واضح: وأد كل محاولة تحرر شعبي من الاستبداد. وكما قال المهداوي: "الثورات المضادة مشروع ناجح للإمارات لأنها تستثمر في قمع الشعوب لبسط النفوذ على الأنظمة."

 

النفاق الإيراني: عداء ظاهري وتحالف خفي
رغم احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث (طنب الكبرى، طنب الصغرى، أبو موسى)، فإن العلاقات التجارية بين البلدين لم تنقطع. بل ازدادت في بعض الفترات. ما يكشف أن الشعارات الإعلامية شيء، والمصالح الاقتصادية شيء آخر. المهداوي سأل ساخرًا: "وهل تستفيد الإمارات من دعم النظام الإيراني الذي يحتل أراضيها؟" والإجابة واضحة: نعم.

 

الجيوش الإلكترونية: حرب ناعمة لطمس الحقيقة
في كل مرة تُنشر فيها فضيحة تتعلق بدور الإمارات في السودان أو اليمن أو ليبيا، تتحرك آلاف الحسابات المجهولة لتكذيب التقارير، وتوجيه النقاش نحو قضايا جانبية. وكأن الإمارات لا تكتفي بالنهب، بل تموّل آلة دعاية لإخفاء الجريمة وتضليل الرأي العام، وهو ما رصده المهداوي بحدة: "مرةً بتعويم الإبادة، ومرةً بمهاجمة الإخوان، ومرةً أخرى بالتهوين والهروب."

 

لماذا يخافون من الحقائق؟
تغريدة نظام المهداوي لم تكن مجرد رأي، بل شهادة موثقة على سياسات دولة تُحكم بعقلية الربح بأي ثمن، ولو على جثث الأبرياء. من السودان إلى اليمن، ومن ليبيا إلى الداخل الإماراتي، تضع أبوظبي يدها في كل صراع، لا لنصرة طرف، بل لحساباتها الخاصة. وعندما تظهر الحقائق، تبدأ الجوقة الإلكترونية في العواء. لكن الأدلة تزداد، والوعي يتسع، ولا بد أن يأتي اليوم الذي يُحاسب فيه شيوخ الفسق، لا بفتاوى مزورة، بل بعدالة الشعوب.
https://x.com/NezamMahdawi/status/1988492225421209904

.