وثق المستشار أحمد فتحي عبد الكريم، المرشح لانتخابات مجلس النواب عن دائرة المنتزه بمحافظة الإسكندرية، في بث مباشر من داخل لجنة مدرسة مصطفى مشرفة بمنطقة جمال عبد الناصر، عملية تزوير علنية داخل اللجنة الانتخابية، تمت ـ بحسب ما يظهر في الفيديو ـ تحت إشراف أعضاء من هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، وذلك في اليوم الثاني من الانتخابات، حوالي الساعة الثامنة مساء، أي قبل إغلاق صناديق الاقتراع بساعة واحدة، في واقعة أثارت صدمة واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.

ويظهر في البث المباشر، الذي شاركته معه المرشحة ماري فايز فهيم، حالة من الغضب والانفعال أثناء توثيقهما لمشاهد تظهر بطاقات اقتراع خارج الصناديق، وعمليات تلاعب لصالح مرشحين مدعومين من الدولة، بحسب ما جاء في توثيقهما المصوّر.

فيديو التزوير:
 

انخفاض الإقبال وشراء الأصوات

شهد اليوم الاول والثاني من المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب انخفاضاً واضحاً في أعداد الناخبين أمام اللجان في محافظات المرحلة الأولى، التي شملت: الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، الوادي الجديد، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، البحر الأحمر، الإسكندرية، البحيرة، ومطروح.

وأوضحت تقارير متابعة أن نسبة الإقبال كانت ضعيفة جداً، الأمر الذي دفع بعض مرشحي أحزاب الموالاة إلى توفير وسائل نقل مجانية ووجبات غذائية  وكراتين تموينية لتشجيع المواطنين على التصويت.

في المقابل، شهد اليوم الثاني ارتفاعاً في أسعار شراء الأصوات مقارنة باليوم الأول، حيث قفزت المبالغ من 200 إلى 500 جنيه للناخب الواحد، على غرار ما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة، وفق ما وثقته منظمات رقابية محلية.

مخالفات وملاحظات حزبية

رصدت عدة أحزاب سياسية، من بينها المحافظين والدستور والمصري الديمقراطي، مخالفات متعددة داخل عدد من اللجان في محافظات المرحلة الأولى، أبرزها:

منع مرشحين ومندوبيهم من دخول اللجان في الدقي والعجوزة بالجيزة، وعرقلة دخول الناخبين في بعض لجان الإسكندرية، وتأخر فتح اللجان وتأخر وصول الموظفين في بعض لجان أسوان.

وأشار الائتلاف المصري لحقوق الإنسان إلى تراجع مظاهر الحشد المنظم في اليوم الثاني، رغم محاولات مكثفة لإظهار طوابير أمام الكاميرات. وأكد الائتلاف أن أغلب عمليات التصويت اتسمت بالطابع الجهوي والعائلي، مع استمرار ضعف المشاركة الإجمالية بسبب غياب المنافسة الحقيقية وتراجع الثقة العامة في نزاهة الانتخابات.

ويُعدّ هذا أول استحقاق انتخابي منذ عام 2011 تجري إدارته تحت إشراف هيئتي النيابة الإدارية وقضايا الدولة، بعد تعديل مواد الدستور التي كانت تنص سابقاً على الإشراف القضائي الكامل من القضاة وأعضاء مجلس الدولة والنيابة العامة، وهو ما أثار جدلاً واسعاً حول حيادية الإشراف الانتخابي.

فيديوهات الرشاوى الانتخابية

إلى جانب الفيديو الموثق لعملية التزوير في الإسكندرية، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع عديدة تُظهر عمليات شراء أصوات ورشاوى انتخابية أمام اللجان في مختلف المحافظات خلال اليومين الأول والثاني، وسط محاولات مكثفة من أنصار المرشحين الموالين لإظهار حشود مصطنعة أمام وسائل الإعلام.

بعض فيديوهات الرشاوي الانتخابية: