شهدت القاهرة الكبرى، صباح اليوم الأحد، حالة من الشلل المروري شبه الكامل امتدت لساعات طويلة على الطريق الدائري ومحور المنيب وعدد من الطرق الحيوية، وذلك عقب انتهاء احتفالات افتتاح المتحف المصري الكبير مساء أمس، وسط غياب شبه تام للتواجد المروري الفعّال الذي أدى إلى ارتباك حاد في حركة السير.

وظهر تكدسًا كبيرًا في الاتجاه القادم من منطقة السلام والمتجه نحو المنيب والرماية، حيث توقفت حركة المرور تمامًا في بعض المناطق، خاصة على الطريق السياحي باتجاه المنيب.

وبحسب شهود عيان، فإن الكثافة المرورية بدأت فور انتهاء الاحتفالات، بعد أن غادرت الدوريات الأمنية مواقعها، ما أدى إلى تراكم السيارات وتعطل الحركة لساعات طويلة منذ مساء أمس السبت حتى اليوم الأحد.
 

غضب شعبي على مواقع التواصل: "الزحمة رجعت بعد ما خلصت الحفلة"
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك، بالتعليقات الغاضبة من المواطنين الذين علقوا في الزحام لعدة ساعات، متهمين الجهات المرورية بالتقصير في إدارة الحركة بعد الاحتفال.

فقد كتب عمر مصطفى عبر مجموعة "ملوك السعادة" على فيسبوك قائلًا: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. من الساعة 8 وأنا على الدائري – دائري المرج اتجاه أكتوبر".

بينما علق رامي سمير ساخرًا من الموقف قائلًا: "الحفلة خلصت، نرجع نضيع عمرنا في الزحمة.. حسبي الله ونعم الوكيل".

أما عبدالله أحمد فقد سخر هو الآخر قائلًا: "مصر بتفرح... افرحوا!"

ووجّه زياد نداءً مباشرًا إلى وزير الداخلية عبر المجموعة ذاتها، قال فيه: "نداء إلى السيد اللواء وزير الداخلية.. ظباط المرور مش شايفين شغلهم؟! هدفهم الأساسي تسيير حركة المرور، ولا في أي ظابط متواجد على الدائري".
 

ناشطون: "الاحتفال خلص.. بس الزحمة لسه مستمرة"
الناشط السياسي وائل عباس كتب على صفحته الشخصية: "الاحتفال كان امبارح.. الدائري واقف النهارده.. حلل وعلل!"

كما نشر المواطن أيمن فتحي تعليقًا يشير إلى مدى الازدحام قائلًا: "اتجاه التجمع من عند المريوطية.. آخر الطريق السياحي".

ورد عليه وليد الغزولي منتقدًا موقع المتحف المصري الكبير، قائلًا: "اختيار موقع المتحف المصري أسفل الدائري خطأ.. لأنها منطقة ضيقة ومزدحمة أصلًا. الأفضل كان على طريق الفيوم أمام الأهرامات، مكان واسع وبوابة الأهرامات الجديدة أنسب".
 

انتقادات لضعف الخطة المرورية
وتداول عدد من المتابعين مقاطع وصورًا تظهر طوابير السيارات الممتدة لعشرات الكيلومترات على الطريق الدائري والطرق الحيوية، مطالبين وزارة الداخلية بإعادة تقييم خطط إدارة المرور خلال الفعاليات الكبرى.

وأكد مواطنون أن الحضور الأمني المكثف أثناء الاحتفال تلاشى تمامًا بعد انتهائه، وهو ما كشف ضعف التنسيق بين الجهات التنظيمية، مشيرين إلى أن المتحف المصري الكبير يقع في منطقة تعاني أساسًا من ضيق الطرق وكثافة حركة النقل السياحي.
 

دعوات لمراجعة تنظيم الفعاليات الكبرى
وطالب ناشطون بضرورة وضع خطة شاملة لإدارة الحركة المرورية في محيط المتحف المصري الكبير، خاصة مع تزايد الفعاليات الرسمية والسياحية المتوقعة عقب افتتاحه.
وأكدوا أن مشهد الزحام الذي شهده المصريون اليوم لا يتناسب مع الحدث الحضاري الذي يُعد واجهة مصر أمام العالم.