لم تمضِ سوى أيام قليلة على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، حتى عاد الاحتلال إلى خرق الاتفاق بشكل متكرر، مستهدفاً المدنيين ومواقع مختلفة في القطاع، ما أسفر عن ارتقاء شهداء واعتقال عشرات الفلسطينيين، في مشهد يعيد إلى الأذهان دوامة التصعيد وعدم التزام الاحتلال بالتعهدات الدولية.
ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الأربعاء، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي حيّ الشجاعية شرقي مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، وفق ما أفادت به مصادر محلية وطبية.
القصف جاء بعد ساعات من تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء المدينة، في انتهاك واضح لبنود وقف النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أيام.
وفي جنوب قطاع غزة، شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت 15 مواطناً من شمال شرقي مدينة رفح، بعد مداهمة عدد من المناطق القريبة من الحدود، في وقت أفادت فيه مصادر ميدانية بوقوع إطلاق نار من الآليات الإسرائيلية شمال غربي رفح صباح الأربعاء، ما تسبب بحالة من الهلع بين السكان، ولا سيما الأطفال والنساء الذين بدأوا بالعودة إلى منازلهم عقب وقف القتال.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أقرت يوم الثلاثاء بأنّ "الجيش" الإسرائيلي عاد إلى تنفيذ عمليات عسكرية في غزة بعد مرور ثلاثة أيام فقط على اتفاق التهدئة، مشيرةً إلى أنّه نفّذ عدة غارات بحجة "الرد على إطلاق نار" من داخل القطاع. وأسفرت تلك الغارات، بحسب مراسل قناة الميادين، عن استشهاد سبعة فلسطينيين في مناطق متفرقة من القطاع.
من جانبه، أكّد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أنّ الاحتلال "ارتكب خرقاً واضحاً وصارخاً لاتفاق وقف الحرب في غزة"، متهماً إسرائيل بمحاولة فرض معادلات جديدة على الأرض من خلال استهداف المدنيين في الشجاعية ورفح شمالاً وجنوباً.
وقال قاسم في تصريح صحفي: "الاحتلال يثبت مرة أخرى أنه لا يحترم أي اتفاقيات أو تعهدات، وأنّ سلوكه العدواني يعكس نواياه في إفشال كل مساعي التهدئة."
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد صادقت ليل الخميس - الجمعة الماضي على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بوساطة مصرية – قطرية، وبموافقة أميركية، نصّ على وقف شامل للعمليات العسكرية من الطرفين، بما في ذلك الغارات الجوية والقصف المدفعي والعمليات البرية داخل القطاع، مقابل تبادل الأسرى والمحتجزين، وفتح معابر محددة لإدخال المساعدات الإنسانية.
ورغم الترحيب الدولي والإقليمي بالاتفاق، إلا أنّ استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يهدد بانهياره في أي لحظة، وسط تحذيرات من منظمات إنسانية ودولية من أنّ العودة إلى التصعيد ستفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة.
"الخروقات الإسرائيلية في قطاع #غزة لم تتوقف والزوارق أطلقت النار قبل قليل باتجاه الصيادين"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 15, 2025
مراسل #الميادين أكرم دلول ينقل المشهد من داخل القطاع pic.twitter.com/fJfVgcQH5B