لم يكد ينشر مقطع فيديو لعمرو أديب يهاجم فيه حركة حماس، حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات لاذعة طالت الإعلامي المقرّب من السلطة. أديب، الذي اعتاد أن يلعب دور "المحلل السياسي" وفق هوى النظام، ظهر هذه المرة أكثر حدة وقسوة، حين طالب حماس بوقف مقاومتها قائلاً: "كفاية.. أنتم خسرتم الناس، عاوزين نعيش وناكل ونتعالج. التنظيم ضاع والسلاح ضاع ومعدش معاكم غير 20 رهينة". كلمات وصفها كثيرون بأنها "قذرة" ومهينة، لأنها لم تكتفِ بالتقليل من شأن المقاومة، بل تحولت إلى خطاب تبريري لتصفية القضية الفلسطينية.
🅾️ عمرو اديب: نتنياهو منتصراً pic.twitter.com/2k0NDa97CK
— Safaa Subhi صفاء صبحي (@SafaaAlNuaimi) September 30, 2025
إعلام بلا مهنية.. بل بروباغندا
انتقاد أديب لم يقتصر على المضمون، بل امتد إلى الشكل. فالمذيع المعروف بصوته العالي ولغته الشعبوية لم يقدم تحليلًا مهنيًا أو قراءة موضوعية للوضع، بل انزلق إلى خطاب هجومي استعلائي يخدم رواية واحدة: أن المقاومة عبء وأن الناس تريد "العيش والعلاج". هذه المقاربة تختزل القضية الفلسطينية في بعد اقتصادي ضيق، وتتجاهل البعد السياسي والإنساني للاحتلال المستمر منذ عقود.
أديب بين الولاء للنظام والعداء للمقاومة
يرى مراقبون أن تصريحات عمرو أديب لا تنفصل عن الخط الرسمي للإعلام المصري الموجه، حيث يُستخدم كبار الإعلاميين كأدوات لإيصال رسائل سياسية. حديثه عن "خسارة الناس" و"ضياع التنظيم" يعكس خطابًا يراد منه تسويق أن حماس لم تعد تمثل الشعب الفلسطيني، تمهيدًا لفرض حلول سياسية تتماشى مع الرؤية الإسرائيلية – الأميركية، بغطاء عربي.
سقوط أخلاقي قبل أن يكون إعلاميًا
الفيديو الذي هاجم فيه عمرو أديب حماس لم يكن مجرد زلة لسان، بل تعبير عن تحوّل الإعلام المصري إلى أداة لتبرير الرواية الرسمية، حتى لو كان الثمن هو تشويه نضال شعب محاصر. لذلك، لم يكن غريبًا أن يواجه هجومًا عارمًا على السوشيال ميديا، حيث يرى الناس أن مثل هذا الخطاب لا يمثلهم ولا يعكس ضميرهم. إن ما فقده أديب في دقائق على الشاشة، من رصيد أخلاقي ومهني، يصعب أن يستعيده مهما علت أصواته أو طالت برامجه.