واصل الذهب تحقيق ارتفاعات قياسية جديدة، حيث سجل عيار 21 ـ الأكثر تداولًا بين المصريين ـ سعر 5150 جنيهًا للجرام لأول مرة على الإطلاق، مدفوعًا بالصعود العالمي للمعدن النفيس، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الفترة المقبلة.
 

قفزات متواصلة في الأسعار
رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، المهندس هاني ميلاد، أكد في تصريحات أن الأسعار مرشحة لمزيد من القفزات، متوقعًا أن يصل عيار 21 إلى 5500 جنيه للجرام إذا واصلت الأسعار العالمية زخمها.
وأشار إلى أن تحديد توقيت هذا الصعود مرتبط بعوامل متعددة، في مقدمتها حركة السوق العالمية ومعدلات العرض والطلب داخليًا.

وأضاف أن السوق المصرية تشهد حاليًا حالة من التوازن بين البيع والشراء، إذ يفضل بعض العملاء البيع وجني الأرباح عند المستويات الحالية، بينما يواصل آخرون الشراء توقعًا لمزيد من الارتفاعات.
 

ترقب لقرارات المركزي
ولفت ميلاد إلى أن اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي الخميس المقبل قد يكون له تأثير مباشر على حركة السوق، خصوصًا إذا قرر البنك خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي قد يدفع الكثير من المدخرين إلى فك شهادات الاستثمار والتوجه نحو شراء الذهب كملاذ آمن.
 

عزوف وقلق بين المواطنين
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة"، هاني إمبابي، إن الصعود العالمي القياسي للذهب انعكس مباشرة على السوق المحلية، ما تسبب في تراجع نسبي بمعدلات الإقبال على الشراء من جانب المواطنين الذين يفضلون الانتظار حتى تستقر الأسعار.

وأشار إمبابي إلى أن هناك حركة واضحة لإعادة البيع من قبل مستثمرين سعوا إلى جني أرباح سريعة بعد الطفرة السعرية الأخيرة، في الوقت الذي ما زالت فيه شريحة أخرى من المستثمرين تتجه إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية باعتبارها الأكثر أمانًا للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية.
 

الذهب كملاذ آمن في أوقات الأزمات
ويرى خبراء السوق أن استمرار الضغوط التضخمية عالميًا، وتنامي المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية، كلها عوامل تجعل الذهب يحافظ على جاذبيته كـ ملاذ آمن للاستثمار والادخار.

وبينما يتطلع المواطن المصري إلى استقرار السوق المحلي، يتفق معظم الخبراء على أن القمة لم تأت بعد، وأن رحلة صعود المعدن الأصفر قد تستمر لفترة أطول مما يتوقعه البعض.