مع اقتراب موعد انطلاق "أسطول الصمود المصري" للانضمام إلى المبادرة العالمية الهادفة إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، تتكشف المزيد من العقبات أمام تحرك السفن، وفي مقدمتها غياب الضوء الأخضر من سلطات عبدالفتاح السيسي، وسط ضغوط أمنية وتهديدات لاحقت عدداً من المشاركين والمنظمين.

 

تعثر في الإجراءات الرسمية

كشف موقع ميدل إيست آي أن النشطاء في مصر لم يتلقوا حتى اللحظة أي رد رسمي من الحكومة بشأن تراخيص الإبحار، رغم تواصلهم مع مجلس الوزراء والرئاسة ووزارات الخارجية والنقل والداخلية، إضافة إلى سلطات الموانئ في الإسكندرية ودمياط. وأكد متحدث باسم الأسطول أن "خفر السواحل وحرس الحدود لم يصدروا بعد التصاريح اللازمة"، مشيراً إلى أن الوقت يداهم المنظمين مع اقتراب الجدول الزمني المحدد للانطلاق.

 

تهديدات وضغوطات على المالكين

من أبرز العقبات التي واجهت الحملة، ما حدث مع مالك القارب "إيبيزا" الذي كان من المقرر أن يتصدر عملية الإبحار من السويس، إذ أعلنت الحملة فقدان الاتصال به بعد نشر صور وتفاصيل عن القارب بموافقته. لاحقاً، تحدثت منصات محلية عن انسحابه من المبادرة تحت ضغوط وتهديدات أمنية. هذا التطور أجبر اللجنة المنظمة على التوجه إلى السويس للبحث عن حلول بديلة، في وقت أعربت فيه عن قلقها على سلامة المالك.

 

مشاركة عالمية وتحديات إسرائيلية

الأسطول المصري يُعد جزءاً من المبادرة العالمية التي يقودها المجتمع المدني وتضم نشطاء من 44 دولة، بينهم أسماء بارزة مثل الناشطة المناخية السويدية غريتا ثونبرغ. ويؤكد منظمو المبادرة أن التحركات البحرية تواجه عراقيل في المياه الدولية بسبب محاولات متكررة من البحرية الإسرائيلية لترهيب السفن وتغيير مساراتها.

 

تجاهل حكومي وقلق متصاعد

ألغى المنظمون مؤتمراً صحفياً كان مقرراً في وقت سابق من الشهر الجاري، بعدما تلقوا تهديدات أمنية، وفق ما أفادت به تقارير صحفية. ويرى نشطاء أن غياب موقف رسمي واضح من القاهرة يعزز الشكوك بشأن ضغوط إسرائيلية ودولية تُمارس على مصر لمنع الإبحار.

 

دعم شعبي وتبرعات ضخمة

رغم التعثر، يشهد الأسطول زخماً شعبياً ملحوظاً، حيث تمكن النشطاء من جمع نحو أربعة أطنان من المساعدات العينية شملت أدوية ومواد غذائية. لفت التقرير إلى أن المتبرعين لم يكونوا فقط من المؤسسات أو رجال الأعمال، بل أيضاً من مواطنين عاديين، بينهم مسنون تبرعوا بجزء من حصصهم الشهرية من الدواء ونساء قدمن من مؤنهن المنزلية.

وفي حال فشل الإبحار، أعلن المنظمون أن المساعدات سيتم تسليمها إلى الهلال الأحمر المصري في العريش أو الإسماعيلية، لضمان وصولها إلى قطاع غزة عبر الطرق البرية.

 

أسطول جاهز ينتظر الإشارة

بحسب المعطيات الحالية، هناك اثنا عشر قارباً كبيراً جاهزة للانطلاق فور صدور التراخيص النهائية. لكن مع غياب الموافقات الرسمية، يبقى مصير الأسطول معلقاً بين إصرار النشطاء على كسر الحصار من جهة، وحسابات سياسية وأمنية معقدة من جهة أخرى، تجعل من الإبحار مهمة محفوفة بالتحديات.