شهدت الساحة الفلسطينية تطوراً نوعياً جديداً بعد بثّ كتائب عزّ الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشاهد لاقتحام موقع عسكري للاحتلال الإسرائيلي جنوب شرق خانيونس، في عملية وُصفت بـ"الاختراق الكبير"، ضمن سلسلة عملياتها المتواصلة المسماة "حجارة داود".
المشاهد التي عرضتها الكتائب أظهرت وحدة من فصيل المشاة وهي تخرج من فتحة نفق أرضي وتباغت جنود الاحتلال، في موقع يقع ضمن ما يسمى بـ"محور درع الشجاعة"، الذي أقامه جيش الاحتلال الإسرائيلي لعزل رفح عن خانيونس. ورغم إعلان الاحتلال أن هذا المحور "مُطهّر من الأنفاق"، فإن العملية أظهرت عكس ذلك، بعد أن تمكّن مقاتلو القسام من التقدّم عشرات الأمتار نحو الموقع المستهدف دون رصدهم.
تفاصيل العملية الميدانية
انقسمت القوة المقتحمة إلى ثلاث مجموعات:
- الأولى: بقيت في المنطقة العازلة لرصد أي تعزيزات إسرائيلية واستهدافها عند وصولها.
- الثانية: اقتحمت مبنى يتحصن فيه جنود الاحتلال كانوا عائدين من مهمة ليلية، حيث باغتوهم بالأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية على مسافة الصفر.
- الثالثة: تولت تأمين الموقع ورصد محيطه لمنع تدخل سريع من القوات الإسرائيلية.
خلال الهجوم، استهدف المقاتلون دبابات "ميركافا 4" بعبوات "شواظ" وقذائف "الياسين 105"، كما قصفت قوة الإسناد المنازل التي لجأ إليها جنود الاحتلال بست قذائف مضادة للتحصينات والأفراد، فيما دُكّت المواقع المحيطة بقذائف هاون لمنع وصول تعزيزات.
وفي ذروة الاشتباكات، فجّر أحد الاستشهاديين نفسه وسط قوة إنقاذ إسرائيلية، موقِعاً عدداً من القتلى والجرحى، قبل أن ينسحب المقاتلون بسلام عبر النفق نفسه.
ردود إسرائيلية وتقييم أولي
الجيش الإسرائيلي اعترف بإصابة ثلاثة جنود في العملية، لكنه لم يُعلن عن حجم الخسائر البشرية بدقة. غير أن محللين عسكريين وصفوا العملية بأنها "واحدة من أكبر اختراقات المقاومة" منذ بدء الحرب البرية على قطاع غزة، إذ كشفت عن عجز المنظومة الأمنية الإسرائيلية أمام تكتيكات المقاومة.
عمليات موازية في غزة
لم تقتصر ضربات المقاومة على خانيونس، إذ أعلنت كتائب القسام عن تنفيذ عدة هجمات في مدينة غزة، بينها:
- تدمير دبابة "ميركافا" جنوب برج الصالحي بقذيفة "الياسين 105".
- استهداف قوة إسرائيلية تحصنت في منزل بتل الهوى بقذيفة مضادة للأفراد.
- تدمير ناقلة جند من نوع "نمر" بقذيفة "تاندوم".
- قنص جندي إسرائيلي في حي التفاح شرقي المدينة.
من جانبها، تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، سلسلة عمليات نوعية في أحياء الصبرة والتفاح، شملت تدمير آلية عسكرية بعبوة مزروعة مسبقاً، واستهداف دبابة "ميركافا" قرب مفترق الأصيل، والسيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية.
عملية دهس في الضفة الغربية.. مقتل جندي إسرائيلي متأثراً بجراحه
وفي تطور آخر بالضفة الغربية المحتلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقتل أحد جنوده متأثراً بجراح خطيرة أُصيب بها في عملية دهس نُفذت مؤخراً على الطريق رقم 60.
ووفق ما نقلته القناة السابعة العبرية، فإن الجندي القتيل هو الرقيب عنبار أبراهام كاف (20 عاماً) من الكتيبة 890 التابعة للواء المظليين. وأفاد تحقيق أولي للجيش بأن كاف كان يسافر مع جندي آخر في سيارة عسكرية، حين اشتبها في أن سائق شاحنة فلسطيني يحاول دهسهما.
توقف الجنود عند مفترق، فانطلق السائق بسرعة وصدم أحدهما، بينما ترجّل الجندي الآخر وأطلق النار ليتم تحييد المنفذ. إلا أن كاف كان قد أصيب بجروح بالغة أودت بحياته لاحقاً.
مشاهد لاقتحام مقاتلي القسام موقعا للجيش الإسرائيلي في خانيونس:
https://www.youtube.com/watch?v=zkv4hXL3BV0
https://t.me/qassambrigades/33196