أطلقت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة قاربًا يضم أكثر من 100 صحفي وطبيب، في خطوة تهدف إلى كسر الحصار الإعلامي والبحري المفروض على القطاع منذ سنوات، وتمكين نقل المعلومات الحقيقية عن الأوضاع الإنسانية إلى العالم. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود تحالف أسطول الحرية ومبادرة ألف مادلين، بهدف ضمان وصول التغطية الصحفية والإغاثة الطبية إلى السكان الفلسطينيين المحاصرين.
أهداف أسطول الصحفيين
تستهدف المهمة تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية في غزة، بعد منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع لأكثر من عامين، ما أدى إلى غياب معلومات دقيقة حول ما يجري داخله. كما تأتي المبادرة لمساندة الصحفيين الفلسطينيين الذين فقد 252 منهم حياتهم منذ أكتوبر 2023 نتيجة استهداف الاحتلال لمواقعهم أثناء تغطيتهم الأحداث. ويأمل المنظمون أن توفر الرحلة منصة آمنة لنقل الصور والفيديوهات والتقارير التي تعكس الواقع الميداني للمدنيين.
مسار الأسطول والمشاركون
انطلق أسطول الصحفيين من المياه الإقليمية لليونان، ويشمل نحو 8 قوارب تضم 70 ناشطًا من أكثر من 20 جنسية، بينهم 9 برلمانيين من أوروبا والولايات المتحدة. ويخوض المشاركون تحديات تهديدات إسرائيلية مباشرة تستهدف السفن أثناء تقدمها نحو غزة، حيث سبق أن تعرضت 6 سفن لهجوم من مسيّرات إسرائيلية ألحقت خسائر مادية طفيفة دون إصابات بشرية. وتسعى المبادرة إلى فتح ممر بحري آمن يضمن وصول الإعلاميين والمساعدات الطبية إلى القطاع.
أهمية التغطية الصحفية
يُعتبر وجود الصحفيين في غزة أمرًا حيويًا لتوثيق الانتهاكات الإنسانية والصحية، التي تشمل استهداف المستشفيات، منع دخول الإمدادات الطبية، وتهجير المدنيين. ويرى المنظمون أن التغطية المباشرة للصحفيين تعزز الضغط الدولي على الاحتلال، وتمنع أي محاولات لإخفاء حجم المعاناة الإنسانية. كما أن الرحلة تتيح نشر تقارير حيّة وعاجلة تصل إلى الإعلام العالمي، ما يزيد من وعي الرأي العام الدولي بشأن الأزمة.
دعم دولي ومخاطر الملاحقة
تعمل عدة دول أوروبية، مثل إيطاليا وإسبانيا، على حماية الأسطول عبر إرسال سفن حربية لتأمين وصوله إلى غزة، في ظل تحذيرات للمواطنين المشاركين من هجمات إسرائيلية محتملة. وتؤكد اللجنة الدولية لكسر الحصار على ضرورة حماية الأسطول باعتباره جزءًا من واجب الضمير الإنساني، وضمان حرية وصول الإعلاميين والكوادر الطبية إلى مناطق النزاع دون قيود أو تهديدات.
التحدي الإنساني والسياسي
تمثل مهمة أسطول الحرية الصحفي تحديًا مزدوجًا، إذ تجمع بين العمل الإعلامي والضغط الإنساني، وتكشف حجم الانتهاكات الواقعة على المدنيين الفلسطينيين في غزة. كما تتزامن المبادرة مع تحركات دبلوماسية لإطلاق خطط وقف الحرب، ما يجعل التغطية الصحفية عن غزة أداة أساسية للضغط على إسرائيل ولإيصال صوت المدنيين المحاصرين إلى العالم.
وأخيرًا
فأسطول الحرية الصحفي يمثل خطوة مهمة لكسر الحصار الإعلامي والبحري عن غزة، وإبراز الحقيقة أمام المجتمع الدولي. ومع وجود أكثر من 100 صحفي وطبيب على متنه، تؤكد المبادرة أن الصحافة الحرة والعمل الإنساني يمكن أن يكونا قوة فعالة لمواجهة الحصار، ونقل المعاناة الفلسطينية إلى العالم، مع توجيه رسالة واضحة بأن العالم يراقب عن كثب الانتهاكات الواقعة على المدنيين في غزة.