أصدرت مجموعة "رياضيون من أجل السلام" بيانًا حاز صدى واسعًا في الأوساط الرياضية والإعلامية، دعت فيه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) إلى تعليق مشاركة منتخب إسرائيل من جميع المسابقات القارية، حتى لا تستمر – بحسب البيان – في استخدام الرياضة كمنصة لتبييض صورتها على حساب حقوق الإنسان.
توقيعات من أسماء بارزة في كرة القدم
البيان وقّع عليه أكثر من خمسين لاعبًا محترفًا من مختلف الجنسيات والخلفيات، من بينهم أسماء لامعة مثل سام مرسي، أنور الغازي، بول بوجبا، حكيم زياش، وإلياس شاعر. وأكد اللاعبون أن الرياضة ليست مجرد منافسة داخل الملاعب، بل رسالة قيمية يجب أن تُعلي من شأن العدالة والإنصاف والإنسانية.
لا حياد في مواجهة الإبادة
الموقعون شددوا على أن الصمت ليس خيارًا، وأن الرياضة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما يُقتل الرياضيون والمدنيون – ومن بينهم الأطفال – بشكل عشوائي وجماعي في غزة. وأشار البيان إلى تقرير لجنة تابعة للأمم المتحدة خلص إلى أن السلطات الإسرائيلية وقواتها الأمنية ارتكبت أربعة من أصل خمسة أفعال تندرج تحت تعريف "الإبادة الجماعية" وفق اتفاقية 1948، ما يجعل الموقف بحاجة إلى تدخل عاجل من الهيئات الرياضية.
الرياضة والقيم الإنسانية
في نص البيان، أوضح اللاعبون أن القضية لا تتعلق بالسياسة أو الانحياز لأي طرف، بل بالعدالة والإنسانية، وبالقيم التي تدعي الرياضة تمثيلها. واستشهدوا بموقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي قال بوضوح إن "إسرائيل لا يمكنها الاستمرار في استخدام أي منصة دولية لتبييض صورتها".
تجارب سابقة ومثال فلسطيني
المجموعة ذكّرت بأن الرياضة الدولية سبق أن تحركت لحماية نزاهتها ودعم القيم التي تمثلها عندما انتهكت بعض الدول حقوق الإنسان والقانون الدولي بشكل صارخ، مثلما حدث مع جنوب أفريقيا إبان نظام الفصل العنصري. وأعاد البيان التذكير باللاعب الفلسطيني سليمان العبيد، الملقب بـ"بيليه الفلسطيني"، الذي فقد حياته في أغسطس الماضي بعد هجوم إسرائيلي استهدف مدنيين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية في جنوب غزة. اعتبر الرياضيون رحيله رمزًا يجسد ضرورة التحرك لوقف هذه الممارسات.
تضامن يتجاوز الأديان والحدود
البيان أبرز أن الرياضيين الموقعين جاؤوا من خلفيات وأديان ومعتقدات متنوعة، مسلمين وغير مسلمين، ومن لا دين لهم، مؤكدين أن العدالة لا تعرف ازدواجية في المعايير. ومن خلال التنسيق مع مؤسسة "نجوم سبورتس" في المملكة المتحدة، تم إيصال الرسالة إلى الهيئات الإدارية والرياضية ووسائل الإعلام، لحماية حق اللاعبين في التعبير عن قضايا حقوق الإنسان.
دعوة واضحة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم
في ختام البيان، طالب "رياضيون من أجل السلام" الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بتعليق مشاركة إسرائيل فورًا في جميع المسابقات حتى تلتزم بالقانون الدولي، وتوقف قتل المدنيين وتجويعهم على نطاق واسع. وأكد البيان أن الرياضة ليست محايدة في وجه الظلم، وأن الصمت يعني القبول بأن حياة البعض أقل قيمة من حياة الآخرين، وهو ما يتناقض مع جوهر الرياضة التي يفترض أن تقوم على المساواة والعدالة.
وفي ضوء ما سبق فإن بيان "رياضيون من أجل السلام" يمثل خطوة جديدة في ربط الرياضة بالقضايا الإنسانية والعدالة العالمية، ويؤكد أن الملاعب ليست بعيدة عن ضمير الشعوب. فالمطلب اليوم ليس سياسياً بقدر ما هو أخلاقي، يعكس إيمان الرياضيين بواجبهم في الدفاع عن القيم الإنسانية، ويضع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أمام اختبار حقيقي لمدى التزامه بمبادئ العدالة ورفض ازدواجية المعايير.