ارتقى الصحفي محمد الداية شهيدًا، أمس السبت، إثر قصف جوي استهدف خيمة في منطقة أبو عريف بدير البلح وسط قطاع غزة، في جريمة جديدة تعكس إصرار الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الكلمة الحرة والصوت الفلسطيني.
وأفادت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال قصفت خيمة تأوي نازحين وصحفيين في شارع أبو عريف، ما أدى إلى استشهاد الداية، الذي يعمل في قسم الإعلام الجديد بالمركز الفلسطيني للإعلام.
وكان الشهيد يؤدي مهامه الصحفية في تغطية الأحداث الميدانية لحظة استهدافه، ليضاف اسمه إلى قافلة طويلة من الصحفيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة.
ونعى المركز الفلسطيني للإعلام الشهيد الداية، مؤكّدًا أنه كان من أبرز الصحفيين في فريقه، فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استشهاده يرفع عدد الصحفيين الذين قتلهم الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة إلى 252 صحفيًا.
تنديد محلي ودولي
في بيان شديد اللهجة، أدان المكتب الإعلامي الحكومي جريمة استهداف الداية، معتبرًا أن الاحتلال يتعمد قتل الصحفيين الفلسطينيين لمنعهم من نقل جرائمه إلى العالم. ودعا البيان الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، وكل المؤسسات الإعلامية الدولية إلى إدانة هذه الجرائم، والضغط من أجل ملاحقة الاحتلال في المحاكم الدولية، وحماية الصحفيين العاملين في بيئة شديدة الخطورة.
وحمل البيان الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية وعلى رأسها المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية عن استمرار الجرائم بحق المدنيين والإعلاميين، مؤكدًا أن هذه الدول شريكة في "جريمة الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
مجازر متواصلة بحق المدنيين
لم تقتصر جرائم الاحتلال على استهداف الصحفيين، إذ شهدت الساعات الأخيرة سلسلة من المجازر المروّعة في شمال ووسط قطاع غزة. فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد أكثر من 102 فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف منازل وأحياء سكنية، بينهم نساء وأطفال وصحفيون.
وفي مدينة غزة، ارتكب الاحتلال أكثر من ست مجازر في أحياء الدرج والشجاعية ومخيم الشاطئ، أسفرت عن مقتل عشرات العائلات بأكملها. ففي حي الشجاعية، استُهدِف منزل عائلة الشرفا ما أدى إلى استشهاد 11 فردًا من العائلة ذاتها. كما قُتل ثمانية أطفال في قصف تجمع مواطنين بحي الدرج، فيما استشهد ستة من عائلة بكر إثر قصف منزلهم في مخيم الشاطئ.
ولم تسلم مخيمات اللاجئين من المجازر، حيث ارتكب الاحتلال مجزرتين في مخيم النصيرات وسط القطاع، إحداهما استهدفت منزلًا لعائلة الجمل وأسفرت عن تسعة شهداء معظمهم نساء وأطفال، والأخرى في سوق شعبي مزدحم أدت إلى استشهاد 15 مواطنًا وإصابة أكثر من 70 آخرين.
أساليب حرب مدمرة
يستخدم جيش الاحتلال، وفق مصادر محلية، روبوتات متفجرة لتدمير المنازل والأحياء بشكل كامل، إلى جانب الغارات الجوية والقصف المدفعي. وأفادت مصادر طبية أن عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض في أحياء مدينة غزة، بينما تعجز فرق الإسعاف عن الوصول إليهم بسبب شدة القصف ومنع التنسيق.
حصيلة دامية منذ بدء الحرب
منذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا مئات المجازر التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 65 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 164 ألفًا، بحسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية. كما فرض حصارًا خانقًا على المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى وفاة 435 فلسطينيًا بينهم 147 طفلًا بسبب المجاعة.