شهدت تركيا صباح اليوم الأحد حالة من القلق والترقب، بعدما أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) عن تسجيل زلزال بلغت قوته 5.4 درجة على مقياس ريختر ضرب ولاية كوتاهيا غربي البلاد، وتحديدًا قضاء "شيمشيك" (Simav) الذي يُعرف بوقوعه على خطوط زلزالية نشطة.
وبحسب بيانات "آفاد"، فقد شعر بالهزة الأرضية سكان عدة ولايات كبرى، من أبرزها إسطنبول، إزمير، وبورصة، فضلًا عن مناطق أخرى محيطة بكوتاهيا، حيث أفاد مواطنون بأن الهزة كانت واضحة وأثارت حالة من الذعر دفعت آلاف السكان إلى مغادرة منازلهم بشكل عفوي والاحتماء في الشوارع والميادين العامة.
أضرار طفيفة وإصابات محدودة
حتى الآن لم يتم تسجيل خسائر بشرية، لكن السلطات المحلية أشارت إلى وقوع إصابات طفيفة نتيجة التدافع والهلع أثناء محاولة السكان إخلاء منازلهم بسرعة. كما وردت تقارير عن تصدعات وأضرار مادية طفيفة في بعض المباني القديمة، خصوصًا في القرى والبلدات المحيطة بمركز الزلزال.
فرق الإنقاذ والدفاع المدني سارعت إلى مواقع البلاغات، وقامت بتفقد الأبنية المتضررة والتأكد من عدم وجود محتجزين تحت الأنقاض.
مخاوف من الزلازل الكبرى
ويُعيد هذا الزلزال إلى الأذهان التحذيرات المستمرة التي يطلقها خبراء الزلازل في تركيا بشأن احتمالية وقوع زلزال مدمر في إسطنبول، حيث تقع البلاد على واحدة من أكثر السلاسل الزلزالية نشاطًا في العالم. ويؤكد الخبراء أن الهزات المتوسطة مثل زلزال كوتاهيا هي تذكير متجدد بخطورة الوضع الجيولوجي الذي تعيشه تركيا.
ردود فعل رسمية وشعبية
الحكومة التركية من جانبها طمأنت المواطنين، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة، وأن جميع المؤسسات المعنية بالكوارث والطوارئ في حالة استنفار كامل لمواجهة أي تطورات محتملة. كما ناشدت السلطات السكان الالتزام بالهدوء، وتجنب ترويج الشائعات التي تزيد من حالة الذعر.
في المقابل، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بشهادات المواطنين وصور توثق لحظة الهزة، حيث شارك آلاف المستخدمين مقاطع تُظهر خروج الناس إلى الشوارع في إسطنبول وبورصة وإزمير، وسط حالة ارتباك وخوف من وقوع هزات ارتدادية.
تركيا على خط الزلازل
تاريخيًا، لطالما واجهت تركيا زلازل مدمرة كان أبرزها زلزال عام 1999 في إزميت الذي أسفر عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص. ومع استمرار التحذيرات من زلزال إسطنبول المرتقب، فإن كل هزة أرضية – حتى وإن كانت متوسطة القوة – تُعيد الجدل بشأن جاهزية البنية التحتية وقدرة المؤسسات على مواجهة كارثة محتملة.
وبينما لم يُسفر زلزال كوتاهيا عن خسائر كبيرة حتى الآن، إلا أنه شكّل إنذارًا جديدًا دفع المواطنين والسلطات معًا للتفكير بجدية أكبر في سبل الاستعداد لمواجهة المخاطر الزلزالية المستمرة.