في تطور مفاجئ، أعلن المخرج المصري المعروف باسل رمسيس انسحابه من أسطول الصمود عند جزيرة كريت اليونانية، وذلك بعد إصابته بجروح نتيجة تعرض قاربه لهجوم إسرائيلي عنيف أثناء محاولته الإبحار ضمن القافلة التضامنية الهادفة إلى كسر الحصار عن غزة. القرار جاء بناءً على نصائح طبية عاجلة حذرت من أن استكمال الرحلة قد يهدد حياته بشكل مباشر.
 

إصابة خطيرة ونصائح بالانسحاب
باسل رمسيس، الذي يُعد المصري الوحيد المشارك في الأسطول، كشف في تصريحات صحفية أن إصابته وقعت عندما تعرض قاربه لقصف مباشر من الزوارق الإسرائيلية التي حاولت منع الأسطول من التقدم. وأوضح أن شظايا أصابته في الكتف والذراع، ما استدعى تدخلاً طبيًا عاجلًا. وأكد الأطباء الذين أشرفوا على علاجه في كريت أن حالته مستقرة لكنها تتطلب الراحة التامة، وحذروه من المخاطرة بمواصلة الإبحار في ظل احتمالية تجدد المواجهات البحرية.
 

دور رمزي في أسطول الصمود
رغم انسحابه، فإن مشاركة رمسيس في الأسطول حملت بعدًا رمزيًا كبيرًا، إذ كان حضوره بمثابة رسالة من المثقفين والفنانين المصريين الرافضين للتطبيع مع الاحتلال، والمؤيدين لحق الشعب الفلسطيني في الحرية. وكان رمسيس قد أكد قبل انطلاقه أن مشاركته هي "وقفة ضمير" ضد الجرائم الإسرائيلية المستمرة في غزة، وأنه مستعد لدفع أي ثمن مقابل ذلك. إصابته شكلت صدمة للناشطين والمتضامنين، لكنها عززت في الوقت ذاته صورة التضحيات التي يقدمها المشاركون.
 

الأسطول بين الأمل والتحديات
أسطول الصمود، الذي انطلق بمشاركة عشرات النشطاء من جنسيات مختلفة، واجه منذ اللحظة الأولى عراقيل جسيمة. البحرية الإسرائيلية تعمدت اعتراض مساره وإطلاق قذائف تحذيرية، كما تعرض بعض القوارب للتخريب. ورغم هذه الهجمات، يواصل عدد من القوارب شق طريقه نحو شواطئ غزة، وسط تضامن شعبي واسع وحملات إعلامية عالمية تسلط الضوء على مخاطر الرحلة وعلى الانتهاكات الإسرائيلية بحق المتضامنين.
 

غضب وانتقادات دولية
الهجوم على القارب الذي كان يستقله رمسيس أثار إدانات منظمات حقوقية ودولية، حيث اعتبرت أن استهداف المدنيين والنشطاء في المياه الدولية يعد خرقًا صارخًا للقانون الدولي. كما أشار ناشطون إلى أن إسرائيل لا تتوانى عن استخدام القوة ضد أي مبادرة لكسر الحصار عن غزة، وهو ما يعكس خشيتها من فضح جرائمها أمام العالم
 

التضامن مع رمسيس
رغم انسحابه، قوبل موقف رمسيس بتعاطف واسع في الأوساط الثقافية والسياسية المصرية والعربية. عدد من المثقفين المصريين اعتبروا أن مشاركته وحدها تمثل "انتصارًا أخلاقيًا"، وأن انسحابه لأسباب طبية لا يقلل من شجاعته أو التزامه بالقضية الفلسطينية. على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صور المخرج المصري وهو يتلقى العلاج في كريت، مرفقة بوسوم تضامنية تشيد بجرأته.

وأخيرًا، فإن انسحاب المخرج باسل رمسيس من أسطول الصمود لم يكن خيارًا سهلاً، بل قرارًا فرضته الظروف الصحية بعد تعرضه لهجوم إسرائيلي غادر. ورغم خروجه من الرحلة، إلا أن مشاركته ستظل علامة مضيئة في سجل التضامن الشعبي العربي مع فلسطين. في المقابل، يواصل الأسطول رحلته محفوفًا بالمخاطر، فيما تبقى رسالة رمسيس قائمة: أن الحصار لن يكسر إرادة الشعوب، وأن أي ثمن يُدفع في سبيل الحرية يظل أهون من الصمت على الظلم.