مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تفاجأ ملايين الأسر بموجة غلاء جديدة طالت معظم السلع الغذائية الأساسية، لتضاعف من معاناتهم المعيشية وترفع التوقعات بزيادة معدلات التضخم خلال سبتمبر الجاري.
وخلال جولة ميدانية في الأسواق، رُصدت قفزات سعرية واضحة في السلع الأكثر استهلاكًا؛ إذ ارتفعت أسعار كرتونة البيض الأبيض والأحمر إلى نحو 150 جنيهًا في المناطق الريفية، وقفزت إلى 190 جنيهًا في القاهرة و180 جنيهًا في عواصم المحافظات، بينما بلغ سعر البيض البلدي نحو 160 جنيهًا.
كما سجلت أسعار الدواجن البيضاء زيادات جديدة تراوحت بين 76 و90 جنيهًا للكيلو بحسب المناطق، وبلغ سعر الدواجن البلدي 130 جنيهًا، والساسو 125 جنيهًا، فيما ارتفع سعر البانيه إلى 200 جنيه. أما البط فقد تراوح بين 110 و125 جنيهًا للكيلو.
وفي قطاع الألبان، رفعت كبرى الشركات – وعلى رأسها "جهينة" – أسعار منتجاتها بنسبة تراوحت بين 10% و12.5%، في حين ارتفعت أسعار بعض أصناف الأجبان بنسب أكبر وفق العلامة التجارية والحجم.
أما الخضروات، فقد شهدت الطماطم قفزة جديدة لتتراوح بين 25 و30 جنيهًا للكيلو نتيجة تراجع المعروض وارتفاع تكاليف النقل، بينما سجلت أصناف أخرى مثل البطاطس والخيار والكوسة زيادات تراوحت بين 10% و20% مقارنة بالأسبوع الماضي.
توقعات بزيادة التضخم مع نهاية سبتمبر
يرى خبراء الاقتصاد أن هذه الطفرات السعرية لن تبقى محصورة في السوق الاستهلاكية فحسب، بل ستنعكس مباشرة على معدل التضخم الشهري، باعتبار أن الغذاء يشكل الوزن الأكبر في مؤشر أسعار المستهلكين (CPI).
وتشير التقديرات الأولية إلى أن معدل التضخم قد يرتفع بنحو 0.5 إلى 0.7 نقطة مئوية خلال سبتمبر، مع تزايد الضغوط الناتجة عن التوسع في استهلاك الأسر مع بداية العام الدراسي وارتفاع تكاليف الطاقة المتوقع إقرارها نهاية الشهر.
وبحسب بيانات جهاز الإحصاء، بلغ التضخم السنوي في سبتمبر 2024 نحو 38%، وكانت الخضروات والفاكهة العامل الأكبر وراء الطفرة السعرية حينها.
ويتوقع اقتصاديون أن يدور معدل التضخم في سبتمبر 2025 حول 25%، وهو أقل من العام الماضي لكنه يظل مرتفعًا مقارنة بمتوسطات ما قبل 2022، مدفوعًا بزيادة أسعار السلع الأساسية، خاصة الدواجن والبيض والطماطم، إضافة إلى الضغوط المرتقبة من تعديلات أسعار الكهرباء والمحروقات.
قلق شعبي ودعوات للرقابة الحكومية
تزامن الغلاء مع موسم شراء الأدوات والمستلزمات الدراسية زاد من ضغط النفقات على الأسر. مواطنون عبروا عن استيائهم من تآكل دخولهم الشهرية وعجزهم عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الارتفاعات المتكررة.