شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن تنامي الاعتراف الدولي بدولة فلسطين سيمهّد لتسريع تطبيق حل الدولتين، مؤكداً أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.

وقال أردوغان، في تصريحات صحفية من مطار أتاتورك الدولي بإسطنبول قبيل مغادرته إلى نيويورك، إنّ هذه الدورة ستكون مميزة عن سابقاتها، إذ ستشهد إعلان عدد من الدول قرارها الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو ما وصفه بـ"خطوة تاريخية على طريق العدالة والسلام".

وأوضح أن بلاده ترى في هذه الاعترافات المتتالية "فرصة سياسية جديدة" يمكن البناء عليها من أجل دفع المجتمع الدولي باتجاه تطبيق حل الدولتين الذي يمثل، بحسب قوله، السبيل الوحيد لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
 

ملف غزة على رأس الأولويات
وأكد الرئيس التركي أنه سيتناول في خطابه أمام الجمعية العامة، المقرر يوم الثلاثاء 23 سبتمبر، ملف غزة والكارثة الإنسانية التي يعيشها سكانها، مشيراً إلى أن تركيا ستطرح بوضوح الجرائم والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون، إلى جانب رؤيتها لضمان الاستقرار في المنطقة والمساهمة في الحفاظ على السلام الدولي.

وأضاف أردوغان أنه سيشارك في لقاء إقليمي مخصص لبحث سبل وقف نزيف الدم في غزة، بمشاركة عدد من قادة العالم بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكداً أن بلاده ستدفع بقوة نحو اتخاذ خطوات عملية مشتركة تضع حداً للتصعيد العسكري والمعاناة الإنسانية.
 

تحرّك دبلوماسي واسع
وفي رده على أسئلة الصحفيين بشأن المبادرات التركية داخل الأمم المتحدة، كشف أردوغان أنه ناقش مطولاً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال لقائهما الأخير في أنقرة، آليات دعم الاعتراف الدولي بفلسطين وتعزيز مكانتها في المؤسسات الدولية.

وأضاف: "فلسطين ما زالت تواجه مشاكل خطيرة، وتركيا لن تتخلى عنها، لكن المؤسف أن العالم لم يقف بالشكل الكافي إلى جانبها. ومع ذلك، فإن نحو 140 دولة تعترف بالفعل بدولة فلسطين داخل الأمم المتحدة، وهذا يشكّل مصدر قوة وأمل".
 

دعم متصاعد
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 11 دولة ستعلن خلال يومي الأحد والاثنين اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، من بينها بريطانيا، فرنسا، مالطا، لوكسمبورغ، أستراليا وأرمينيا، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول نوعي في المزاج الدولي تجاه القضية الفلسطينية.

وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فإن من أصل 193 دولة عضو في المنظمة، تعترف 149 دولة بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات من الجزائر عام 1988.
 

أجندة نيويورك
وخلال زيارته المرتقبة للولايات المتحدة، أوضح أردوغان أنه سيعقد سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء الدول والحكومات، إضافة إلى اجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. كما سيلتقي ممثلين عن الجاليات التركية في أمريكا ودوائر الأعمال التركية والأمريكية، في إطار تعزيز الحضور الدبلوماسي والاقتصادي لأنقرة على الساحة الدولية.