نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر قناتها على تطبيق "تليجرام"، صورةً وُصفت بالـ"وداعية" لـ47 أسيراً إسرائيلياً محتجزين في قطاع غزة، في رسالة مباشرة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وتظهر الصورة المجمّعة وجوه الأسرى الـ47 مرفقةً بأسمائهم، مع الإشارة إلى مصير الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد، الذي فُقد أثره بعد إسقاط طائرته في جنوب لبنان عام 1986، ولم يُعثر على أي أثر ملموس له حتى اليوم.
واعتُبرت هذه الإشارة بمثابة تهديد بأن مصير الأسرى الحاليين سيكون مشابهاً لمصير آراد، نتيجة "تعنّت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخضوع رئيس الأركان إيال زامير" – بحسب نص القسام.
وكانت القسام قد حذّرت في وقت سابق من أنّ أي عملية عسكرية إسرائيلية برية في مدينة غزة ستعني نهاية ملف الأسرى، مؤكدة أنه "لن يُستعاد أي أسير، لا حيّاً ولا ميتاً".
جبهة سياسية ضد نتنياهو
تزامناً مع هذا التصعيد، تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية تحركات متسارعة لإيجاد بديل من حكومة نتنياهو، إذ اتفق قادة معارضون من مختلف الأطياف السياسية على تشكيل جبهة موحّدة لإسقاطه.
فقد عقد اجتماع في تل أبيب ضم كلاً من زعيم المعارضة يائير لبيد، وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، ورئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، ورئيس حزب الديمقراطيين يائير غولان.
وأعلن المجتمعون في بيان مشترك عن تشكيل هيئة مهنية مهمتها وضع الخطوط العريضة لحكومة جديدة، تتعهد بالحفاظ على "الطابع اليهودي والديمقراطي والصهيوني" لإسرائيل، وإقرار قوانين الخدمة العسكرية الإلزامية على الجميع.
احتجاجات عارمة في إسرائيل
تصاعدت موجة الغضب ضد حكومة الاحتلال الاسرائيلي، حيث اندلعت احتجاجات واسعة في عدة مدن، أبرزها في ميدان الرهائن وسط تل أبيب، بمشاركة آلاف الإسرائيليين الذين طالبوا بإنجاز صفقة تبادل أسرى فورية وإنهاء الحرب.
وقالت عائلات الأسرى إن شعار المظاهرات كان: "أنقذوا المخطوفين، أنقذوا الجنود، أنقذوا إسرائيل"، فيما نُظّمت مظاهرات مماثلة في مدن أخرى منها حيفا وكفار سابا.
وشهدت الأخيرة مواجهات عنيفة بين الشرطة ومحتجين اقتحموا مبنىً كان يحتضن احتفالية لحزب الليكود الحاكم، في مشهد يعكس حالة الانقسام الداخلي الحاد.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، فقد تركز الغضب الشعبي أيضاً على تعيين ديفيد زيني رئيساً لجهاز الشاباك، حيث رفع المتظاهرون لافتات تندد بالحكومة وتتهمها بالاحتفال بينما "الدولة تنهار".
عائلات الأسرى: "نتنياهو يحكم على مواطنيه بالموت"
في سياق متصل، وجّهت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة اتهامات مباشرة إلى نتنياهو بالمسؤولية عن مصير أبنائهم. وقالت عيناف تسانغاوكر، والدة الأسير متان تسانغاوكر، خلال مؤتمر صحفي أمام منزل نتنياهو في القدس، إن رئيس الوزراء "يستغل الجنود والمخطوفين لتحقيق مكاسب سياسية"، مضيفة: "هو يعرف أن احتلال غزة يهدد حياة المخطوفين، لكنه قرر الحكم على مواطنيه بالموت".