دوّت صفّارات الإنذار صباح اليوم الأحد في مستوطنة "أسدود"، إحدى المدن الساحلية التي تُعد من أكبر المراكز السكنية في الداخل الفلسطيني المحتل، وذلك عقب رصد إطلاق صاروخين من قطاع غزة، وفق ما أفادت به وسائل إعلام عبرية.

وأوضح جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب أنّ "سلاح الجو تمكّن من اعتراض أحد الصواريخ في الجو، بينما سقط الصاروخ الآخر في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات"، مشيرًا إلى أنّ العملية لم تؤدِ إلى أضرار مادية أو بشرية.

وتأتي هذه العملية في توقيت حساس للغاية، بعد مرور 716 يومًا على اندلاع حرب الإبادة الشاملة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وسط أوضاع إنسانية كارثية ونزوح جماعي للفلسطينيين. كما تزامن إطلاق الصواريخ مع إعلان الاحتلال منذ أيام بدء التوغّل البري في مدينة غزة، في خطوة تُعدّ من أخطر المراحل العسكرية للحرب المستمرة.

وكان آخر استهداف مماثل في 1 يوليو الماضي، عندما أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، مسؤوليتها عن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية من طراز "Q20"، ما مثّل رسالة بأن قدرات المقاومة الصاروخية ما زالت فاعلة رغم العدوان المكثّف.

بالتزامن مع هذه التطورات، كشفت القناة 14 العبرية عن إصابة 10 جنود من لواء "كفير" جراء انقلاب مركبة عسكرية على مشارف مدينة غزة، في حادثة تعكس حجم الإرباك والتحديات التي تواجه القوات الإسرائيلية داخل الميدان، خاصة مع اتساع رقعة التوغّل البري والمعارك مع الفصائل الفلسطينية.

على الصعيد الإنساني، ما تزال حصيلة العدوان الإسرائيلي تتفاقم بشكل غير مسبوق. فبحسب آخر إحصاءات وزارة الصحة في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 65,208 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 166,271 جريحًا، بالإضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض، فضلًا عن المجاعة المتفاقمة التي أودت بحياة المئات نتيجة الحصار المطبق ومنع دخول المساعدات الإنسانية. ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري، وسط دمار واسع طال البنية التحتية والمستشفيات والمساكن.

https://t.me/Hidcunim_news/214123