أفادت القناة 14 العبرية، صباح اليوم، بإصابة ثمانية جنود إسرائيليين من لواء "كفير" جراء انقلاب مركبة عسكرية على مشارف مدينة غزة، في حادث يعكس حالة الإرهاق الميداني التي تعاني منها قوات الاحتلال المنتشرة منذ أكثر من 700 يوم داخل وحول القطاع. الحادث تزامن مع استمرار العدوان الدموي على غزة، الذي دخل يومه الـ716 وسط مجازر متواصلة بحق المدنيين، وضغوط متزايدة على حكومة بنيامين نتنياهو داخلياً وخارجياً.
 

حصيلة جديدة للضحايا في غزة
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتقاء 34 شهيداً خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم ثلاثة جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، إضافة إلى نحو 200 إصابة جديدة.
ومن بين الضحايا أربعة شهداء و18 مصاباً سقطوا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الغذائية، ما يرفع حصيلة "شهداء لقمة العيش" منذ بداية الحرب إلى 2,518 شهيداً وأكثر من 18,449 مصاباً.

كما سجلت حالتا وفاة جديدتان بسبب المجاعة وسوء التغذية، لترتفع حصيلة الوفيات الناتجة عن الجوع إلى 442 وفاة، بينهم 147 طفلاً. وبذلك تصل حصيلة العدوان منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 65,208 شهيداً و166,271 مصاباً.
 

مجازر في قلب مدينة غزة
واصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف على مختلف أحياء مدينة غزة. فقد نسفت مباني سكنية في حي تل الهوا، بينما ارتقى تسعة شهداء منذ فجر اليوم في غارات متفرقة. واستهدف الطيران الإسرائيلي شقة في حي الدرج أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين، فيما قُتلت عائلة كاملة من خمسة أفراد من آل الحداد جراء قصف منزلهم.

وفي حي الصبرة، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة بحق عائلة دغمش، حيث ارتقى 14 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، بعد قصف مربع سكني بالكامل. كما قصفت المدفعية محيط شارع النفق، وأطلقت الطائرات المسيّرة نيرانها شرق المدينة، بينما فجرت قوات الاحتلال منازل المواطنين بمجنزرات مفخخة شمال غربي غزة.
 

انهيار إنساني وصحي
قالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة إن النازحين يواصلون التوجه جنوباً بلا مأوى أو ضمانات للأمان، في ظل استمرار القصف وانهيار الخدمات الأساسية.
وأضافت أن المستشفيات تستقبل أعداداً كبيرة من الجرحى يومياً، بينما تقترب المنظومة الصحية من الانهيار الكامل نتيجة نقص المعدات الطبية، والوقود، واستهداف المنشآت الصحية.
 

أزمات داخل إسرائيل
إلى جانب حادث إصابة جنود لواء "كفير"، يتواصل الغضب الشعبي داخل إسرائيل.
فقد اتهمت عائلات الأسرى الفلسطينيين في غزة رئيس الوزراء نتنياهو بالمسؤولية المباشرة عن مقتل 42 أسيراً نتيجة تمسكه بالخيار العسكري ورفضه التوصل إلى صفقة تبادل.

سياسياً، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن جهود لتشكيل جبهة سياسية جديدة داخل الكنيست تهدف لإيجاد بديل لحكومة نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً متصاعدة ليس فقط من المعارضة بل من المجتمع الدولي، خاصة بعد صدور مذكرات توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب.
 

مأزق الاحتلال
تتزامن هذه التطورات مع استمرار مأزق الاحتلال، إذ فشل حتى الآن في تحقيق أهدافه المعلنة رغم مرور أكثر من 700 يوم على بدء الحرب.
عسكرياً، تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر بشرية وميدانية متواصلة، وسياسياً يواجه نتنياهو عزلة داخلية وخارجية غير مسبوقة.

في المقابل، يدفع سكان غزة الثمن الأفدح من دمائهم وأرواحهم، وسط حصار خانق ومجاعة متفاقمة، في وقت يستمر فيه القصف والتدمير دون توقف.
ومع تزايد الأصوات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار وفتح ممرات إنسانية عاجلة، تبقى حكومة الاحتلال مصرة على نهجها العسكري، ما يفتح الباب أمام تصعيد جديد قد يمتد ليشعل المنطقة بأكملها.