شهدت مدينة نبروه بمحافظة الدقهلية، في الساعات الأولى من فجر الجمعة 19 سبتمبر 2025، واحدة من أبشع الجرائم التي عرفها الشارع المصري، بعدما أقدم أب على قتل أطفاله الثلاثة وزوجته، قبل أن ينهي حياته بإلقاء نفسه أسفل عجلات قطار في مشهد مأساوي هزّ وجدان المصريين.
تفاصيل المجزرة
وفق التحقيقات الأولية، فإن المتهم ويدعى عصام (38 عامًا) هاجم أبناءه الثلاثة: مريم، ومعاذ، ومحمد، داخل شقته بالبر الشرقي في نبروه. حيث قام بخنقهم أولًا ثم طعنهم بسلاح أبيض حتى فارقوا الحياة.
وأثناء محاولتها الدفاع عن أطفالها، تعرضت زوجته لطعنات متكررة بلغت 16 طعنة نافذة، نُقلت على إثرها إلى مستشفى الطوارئ الجامعي بالمنصورة في حالة حرجة، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة بعد ساعات، لتلحق بأطفالها.
صرخات تكشف الجريمة
الجيران الذين سمعوا صرخات مدوية في ساعات الفجر الأولى، سارعوا بإبلاغ الأجهزة الأمنية. وعندما وصلت قوات الشرطة إلى المكان، عثرت على الأطفال غارقين في دمائهم والزوجة تحتضر، ما كشف تفاصيل الجريمة البشعة.
انتحار الأب تحت القطار
بعد ارتكاب الجريمة، فر الأب هاربًا حتى وصل إلى مدينة طلخا، وهناك صعد أعلى كوبري السكة الحديد الرابط بينها وبين المنصورة، ثم ألقى بنفسه أمام قطار مسرع، ليتمزق جسده إلى أشلاء في مشهد صادم آخر.
دوافع غامضة.. وضغوط اقتصادية ونفسية
حتى الآن، لم تكشف الأجهزة الأمنية الدافع الحقيقي وراء المذبحة، لكن التحقيقات تركز على احتمالية وجود خلافات أسرية وضغوط نفسية أو مالية دفعت الأب إلى ارتكاب جريمته.
شهادة من العائلة.. فيديو يكشف اللحظات الأخيرة
في تطور جديد للقضية، ظهرت عمة الزوجة الأولى للجاني في مقطع فيديو متداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تحدثت عن تفاصيل صادمة تتعلق بالجريمة.
وقالت العمة إن الأب بعد أن قتل أطفاله وزوجته، جلس في حالة من الانهيار، وبدأ ينعى أولاده قبل أن يغادر المنزل مسرعًا ليلقي بنفسه أسفل القطار.
سياق أوسع.. مصر تحت وطأة الأزمات
تأتي هذه الجريمة في وقت تعيش فيه مصر أوضاعًا اقتصادية بالغة الصعوبة، إذ يعاني ملايين المواطنين من ارتفاع الأسعار، وتكاليف الدراسة، ونفقات العلاج، وسط شكاوى متزايدة من البطالة وغياب فرص العمل.
يرى خبراء أن تراكم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية قد يدفع بعض الأفراد إلى حافة الانهيار، حيث تتزايد في الفترة الأخيرة الحوادث المرتبطة بالاضطرابات النفسية والعنف الأسري والانتحار.