تشهد جبهات القتال في قطاع غزة تصعيداً متزايداً، حيث أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية عن تنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي وآلياته المتوغلة في عدة محاور من القطاع، وسط تأكيدات إسرائيلية عن وقوع إصابات في صفوف جنودها.
فقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مساء أمس الأربعاء، أنها استهدفت تحشدات لجيش الاحتلال قرب مفترق مرتجى جنوبي مدينة خان يونس، بعدد من الصواريخ من عيار 107 ملم، وذلك بالتعاون مع كتائب المجاهدين، التي أكدت بدورها مشاركتها في العملية العسكرية المشتركة.
https://t.me/c/1407249165/9448
وفي السياق ذاته، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية خلال توغلها في منطقة المغراقة وسط القطاع، وذلك عبر تفجير عبوة ناسفة (ثاقب – برميلية) شديدة الانفجار زرعت مسبقاً على مسار الآليات. ونشر الإعلام الحربي للسرايا مشاهد مصوّرة توثق قصف تجمعات جنود الاحتلال وآلياته في محيط مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
من جانبها، أشارت مصادر إعلامية إسرائيلية إلى أن مروحية إخلاء عسكرية حطّت في مستشفى "بيلنسون" لنقل مصابين من جنود الاحتلال، في حين أفادت منصات عبرية تابعة للمستوطنين بأن مجموعة من المقاومين فجّروا عبوة ناسفة بدبابة ميركافا إسرائيلية داخل القطاع، ما أدى إلى إصابات مباشرة بين صفوف الجنود. وقد فرضت الرقابة العسكرية الإسرائيلية تعتيماً على تفاصيل الحادثة وأعداد المصابين.
إلى ذلك، أعلنت كتائب المجاهدين في بيان عسكري منفصل، أنها قصفت تجمعات لجيش الاحتلال بعدد من صواريخ "عيار 107 ملم" في خان يونس، كما استهدفت دبابة إسرائيلية من طراز "ميركافا" بقذيفة "سَعير" وأصابتها بشكل مباشر في منطقة المصلبة بحي الزيتون شرق مدينة غزة.
وتأتي هذه التطورات في إطار معركة "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية رداً على العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى الآن، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، نحو 231 ألف شهيد وجريح، في حرب مدمرة يصفها الفلسطينيون بأنها "الأعنف والأطول" في تاريخ المواجهة مع الاحتلال.
وبحسب مراقبين، فإن العمليات الأخيرة تعكس استمرار استراتيجية المقاومة القائمة على حرب الاستنزاف من خلال الكمائن والتفجيرات المباغتة، وتكثيف استهداف الآليات الثقيلة والتجمعات العسكرية، ما يضع قوات الاحتلال أمام مأزق ميداني متصاعد، خصوصاً مع اتساع رقعة المواجهات من جنوب القطاع إلى وسطه وشرقه.