شهدت الساعات والأيام الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة، بالتوازي مع تحركات داخلية لملاحقة العملاء والمتخابرين، وذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي يدخل عامه الثاني وسط مجازر ودمار هائل.
 

القسام تفجر دبابتين غرب جباليا
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس الأحد، عن تفجير عبوتين ناسفتين بدبابتين من نوع "ميركافا" الإسرائيلية على مفترق الصفطاوي غرب مخيم جباليا شمالي القطاع.

وأوضحت القسام، عبر قناتها على "تليجرام"، أن العملية نُفذت بتاريخ 5 سبتمبر الجاري، مؤكدة أن "العبوات كانت شديدة الانفجار وأوقعت إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال".

ويأتي هذا الهجوم في إطار معركة "طوفان الأقصى" التي تخوضها المقاومة الفلسطينية منذ أكثر من عام ونصف ضد التوغلات البرية المتكررة، حيث تواصل الكتائب استهداف آليات الاحتلال باستخدام العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع.
 

سرايا القدس تدمر ميركافا في الشيخ رضوان
في السياق ذاته، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أول أمس السبت، عن تدمير دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا" بعبوة ناسفة خلال محاولتها التوغل في محيط صالة اليازجي بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.

وأشارت السرايا إلى أن مقاتليها أحبطوا أيضًا محاولة تسلل لقوة إسرائيلية خاصة جنوبي المدينة، حيث جرى الاشتباك معها وإجبارها على الانسحاب، فيما عرضت لاحقًا صورًا ومقاطع تُظهر بقايا معدات وملابس وأجهزة اتصالات إسرائيلية تُركت في المكان.

وتأتي هذه العمليات في إطار الرد على ما أسمته المقاومة بـ"عملية عربات جدعون 2" التي أطلقها جيش الاحتلال بهدف السيطرة على مدينة غزة، بينما ردت الفصائل بعمليات تحت مسمى "عصا موسى".
 

المقاومة تعدم ثلاثة متخابرين
على الصعيد الأمني الداخلي، نقل موقع "المجد الأمني" المقرب من حركة حماس عن مصدر قيادي في أمن المقاومة، أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق ثلاثة عملاء للاحتلال الإسرائيلي عصر أمس الأحد بمدينة غزة.

وأوضح المصدر أن أحد الذين أعدموا ارتبط بالمخابرات الإسرائيلية خلال العام الجاري وشارك في مهام "حساسة وخطيرة" ألحقت ضررًا بالمقاومة، مؤكدًا أن "المقاومة لن تتهاون مع من يتورط في العمالة أو يشكل خنجرًا في ظهر الشعب الفلسطيني".

وكانت مصادر أمنية قد حذرت في وقت سابق من أن الاحتلال يحاول تجنيد متخابرين عبر نقاط المساعدات الإنسانية أو من خلال شبكات المخدرات، مشيرة إلى نشاط عصابات منظمة تعمل بتنسيق مع أجهزة الاحتلال، مثل مجموعة "ياسر أبو شباب" في رفح جنوب القطاع.
 

حرب الإبادة مستمرة
منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حربًا شاملة على قطاع غزة بدعم أمريكي وغربي، وصفتها منظمات حقوقية بأنها حرب إبادة جماعية.

ووفق إحصائيات محدثة، فقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن استشهاد 64,871 فلسطينيًا وإصابة 164,610 آخرين، فضلًا عن أكثر من 9 آلاف مفقود تحت الأنقاض أو في مناطق يصعب الوصول إليها. كما يعاني القطاع من مجاعة خانقة أودت بحياة المئات، بينهم أطفال، فيما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف نزوح قسري داخل منطقة مدمرة بنسبة كبيرة.

وفي حصيلة أشمل للعدوان حتى سبتمبر الجاري، تجاوز عدد الضحايا 229 ألفًا بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بينما لا تزال المأساة الإنسانية تتفاقم بفعل الحصار والقصف المستمر وانعدام أبسط مقومات الحياة.