شهدت مقارّ لجنة أسطول الصمود المصري توافداً لافتاً من المواطنين، الذين حملوا معهم كميات من التبرعات المتنوعة، في مشهد يعكس روح التضامن الشعبي العميق مع أهالي قطاع غزة المحاصر منذ سنوات.
وتنوّعت المساهمات بين مواد غذائية، أدوية، ومستحضرات طبية، في خطوة تهدف لدعم صمود الشعب الفلسطيني في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وأزمة إنسانية خانقة.
وأكد أحد أعضاء اللجنة التنظيمية – فضّل عدم ذكر اسمه – أنّ حجم الاستجابة الشعبية فاق التوقعات، موضحاً أنّ المتبرعين توافدوا بكثافة كلٌّ بحسب قدرته المادية، فيما برزت لفتات إنسانية مؤثرة كان من أبرزها قدوم سيدات سودانيات يحملن مواد غذائية من مطابخ منازلهن، لتقاسمها مع أهالي غزة، في تعبير مؤثر عن وحدة المصير والتكافل العربي.
وأوضح المصدر أنّه في حال تعثّر انطلاق الأسطول البحري بسبب عدم منح التصاريح اللازمة، فإن كامل التبرعات ستُنقل مباشرة إلى اللجنة الشعبية لدعم فلسطين، والتي تشرف بدورها على قوافل مساعدات برية، بالتنسيق مع وكالة الأونروا والهلال الأحمر المصري.
وأشار إلى أنّ اللجنة تفتح أبواب مقراتها يومياً لاستقبال وفرز التبرعات، مؤكداً تلقّيها عدداً كبيراً من الاتصالات من أفراد ومؤسسات يرغبون في المساهمة.
فيما تجرى مباحثات تُجرى حالياً مع مجموعة من أصحاب المراكب المصرية الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في الأسطول المتجه إلى غزة، حيث يتم بحث الجوانب الفنية المتعلقة بالطواقم البحرية والصيانة ووسائل الاتصال اللازمة للإبحار، بانتظار موافقة خفر السواحل المصرية لإصدار التصاريح النهائية.
ويأتي هذا الحراك المصري بالتوازي مع تحرك أسطول الصمود العالمي، الذي يضم أكثر من 36 سفينة ويشارك فيه ما بين 500 و700 ناشط من مختلف الجنسيات، يمثلون أكثر من 40 دولة.
وقد وصل الأسطول بالفعل إلى ميناء بنزرت في تونس قادماً من سيدي بوسعيد، بعدما واجه ظروفاً جوية صعبة في البحر المتوسط، على أن تلتحق به لاحقاً قوارب من إيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى سفينة مصرية حصلت على إذن خاص من القاهرة.
ويشارك في هذه الرحلة الدولية نشطاء حقوق إنسان، وأطباء، وإعلاميون متخصصون في توثيق الانتهاكات، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ ما يزيد عن 17 عاماً، ولإيصال رسالة تضامن عالمي مع معاناة الفلسطينيين.
ويعتبر أسطول الصمود المصري امتداداً للتحركات الشعبية والمدنية في المنطقة دعماً لفلسطين، إذ يرى مراقبون أنّ هذه المبادرة تمثل خطوة جديدة لإحياء روح المقاومة المدنية في مواجهة الحصار، وإبراز الدور الشعبي العربي إلى جانب الجهود الدولية لكسر عزلة غزة.