شنّ الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، عدواناً واسعاً على العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة الجوف، خلّف عشرات الشهداء والجرحى، بينهم صحافيون، بعد استهداف مواقع مدنية وإعلامية.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة صنعاء أنّ الحصيلة الأولية بلغت 35 شهيداً و131 جريحاً، بينهم نساء وصحافيون، سقطوا تحت أنقاض المباني المدمرة.
وبحسب مراسلين ميدانيين، استهدفت الطائرات الإسرائيلية المحطة الطبية الخاصة بالقطاع الصحي في شارع الستين جنوب غرب صنعاء، إضافة إلى مقر دائرة التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع ومقار صحيفتي "26 سبتمبر" و"اليمن" وسط العاصمة، حيث سقط عشرات الصحافيين بين قتيل وجريح.
وفي محافظة الجوف شمال شرق البلاد، طالت الغارات المجمّع الحكومي في مدينة الحزم، ما أسفر عن سقوط 7 شهداء و18 جريحاً. مصادر محلية أكدت أن المجمّع لا يضم أي منشآت عسكرية، وإنما يقدم خدمات مدنية للمواطنين.
مشاهد من العدوان الإسرائيلي على #صنعاء قبل قليل.#اليمن #الميادين pic.twitter.com/7wXBV1oNv7
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 10, 2025
ردود يمنية: "العدوان لن يمر بلا عقاب"
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، أعلن أن الدفاعات الجوية اليمنية تصدت للغارات عبر إطلاق صواريخ أرض-جو، وأجبرت بعض التشكيلات القتالية على الانسحاب قبل إتمام هجومها.
وأكد سريع أنّ العدوان "طال أهدافاً مدنية بحتة"، نافياً الرواية الإسرائيلية عن استهداف منصات إطلاق صواريخ. وأضاف أنّ ما حدث "لن يمر دون رد وعقاب".
من جانبه، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط، إن على الإسرائيليين "البقاء في حالة استعداد دائم"، مؤكداً أنّ الرد اليمني قادم "لا محالة" وأن "العدوان الإسرائيلي الفاشل سيعطينا فرصة أكبر للرد بكل ما نملك من قوة".
الموقف الإسرائيلي
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال أنّ الضربات استهدفت ما وصفها بـ"مواقع عسكرية للحوثيين"، بينها مخازن وقواعد ومعسكرات، وادّعى تصفية قادة ميدانيين، فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمواصلة الضربات قائلاً: "سوف نصل إلى كل من يهاجم إسرائيل مهما كان بعيداً".
فيما كشف مصدر عسكري إسرائيلي أنّ أكثر من 10 طائرات شاركت في العملية، مستخدمةً أكثر من 30 ذخيرة ضد 15 موقعاً داخل اليمن.
استهداف الإعلام والصحة
القصف الإسرائيلي طال البنية التحتية المدنية بشكل مباشر، حيث أكدت شركة النفط اليمنية أن إحدى الضربات أصابت المحطة الطبية الخاصة بالقطاع الصحي في صنعاء، بينما تعرض فرع البنك المركزي في الجوف لأضرار جسيمة.
كما استهدفت الغارات مقار إعلامية، الأمر الذي أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف الصحافيين، ما أثار إدانات واسعة من مؤسسات محلية اعتبرت ذلك "جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني".
يأتي هذا التطور بعد أيام من تصاعد الهجمات اليمنية بالطائرات المسيّرة والصواريخ على أهداف إسرائيلية، شملت ميناء إيلات ومطار "بن غوريون"، إضافة إلى فرض حظر على الملاحة المرتبطة بالاحتلال في البحر الأحمر.
موقف صنعاء: "معركة واحدة"
وزارة الخارجية في حكومة صنعاء شددت على أن العدوان الإسرائيلي لن يثني اليمنيين عن دعم الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن "صوت صنعاء سيبقى موحداً مع صوت غزة".
كما حمّلت الولايات المتحدة وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات الغارات.
عضو المكتب السياسي لأنصار الله، حزام الأسد، وصف الغارات بأنها "عربدة صهيونية ويأس من تحقيق أي إنجاز عسكري"، مؤكداً أن اليمن "ماضٍ في إسناد غزة مهما كانت التضحيات".
شاهــد: المواقع المستهدفة بالغارات الإسرائيلية على اليمن