شهدت السواحل التونسية حادثة جديدة مثيرة للجدل بعد إعلان "أسطول الصمود العالمي"، المتجه إلى غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي، عن تعرض إحدى سفنه لهجوم مشبوه يُشتبه في أنه تم بواسطة طائرة مسيّرة، وذلك دون تسجيل أي إصابات بين المشاركين. ويأتي هذا التطور بعد أقل من 48 ساعة على تعرض سفينة أخرى من الأسطول لهجوم مماثل في ميناء سيدي بوسعيد قرب العاصمة التونسية.

وقال بيان رسمي صادر عن إدارة الأسطول، اليوم الأربعاء، إن السفينة المستهدفة تُدعى "ألما"، وتحمل العلم البريطاني، وكان على متنها تسعة نشطاء وصفوا أنفسهم بـ"الصامدين"، جميعهم بخير ودون إصابات.

وأضاف البيان أن الاعتداء الذي يُشتبه في أنه "صهيوني" لن يثني الأسطول عن مواصلة رحلته، مؤكداً: "ماضون إلى غزة ولن ترهبنا الاعتداءات الجبانة والغادرة".

وفي تحديث لاحق، أكدت هيئة الأسطول أن الهجوم الجديد استهدف ثاني أكبر سفن القافلة الراسية قرب ميناء سيدي بوسعيد، مشيرة إلى أن "كل أفراد الطاقم بحالة جيدة".
 

حادثة متكررة ونفي تونسي
يأتي هذا الحادث بعد أيام قليلة من إعلان الهيئة نفسها أن سفينة "فاميلي" التابعة للأسطول تعرضت لقصف بطائرة مسيرة إسرائيلية، بينما نفت السلطات التونسية بشكل رسمي وقوع أي عمل عدائي أو استهداف خارجي للسفينة. ففي بيان صدر فجر الاثنين، أكدت الإدارة العامة للحرس الوطني في تونس أن "ما يتم تداوله بشأن استهداف السفينة بمسيّرة لا أساس له من الصحة".

لكن هذه الرواية قوبلت بتشكيك من جانب أعضاء الأسطول وعدد من النشطاء الدوليين، حيث صرّح وائل نوار، أحد المشاركين، أن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت بالفعل السفينة "فاميلي"، موجهاً نداءً إلى التونسيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للالتفاف حول الأسطول لحمايته.

بدوره، قال تياغو أفيلا، عضو إدارة الأسطول، إن الهجوم وقع بواسطة "مسيّرة حارقة" تسببت في أضرار طفيفة، فيما أكدت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيز وقوع الحادثة، داعية بقية السفن إلى توخي الحذر بانتظار نتائج التحقيقات.
 

استعدادات مستمرة وانطلاق وشيك
رغم هذه التهديدات والهجمات، أكدت إدارة "أسطول الصمود" أنها ماضية في خطتها للانطلاق من تونس باتجاه غزة اليوم الأربعاء، بعد تأجيل سابق لأسباب لوجستية وفنية.

ووفق تصريحات هيفاء منصوري، عضو الهيئة الإدارية للأسطول، فإن سفن الأسطول قدمت من عدة دول بينها تركيا وماليزيا والمغرب العربي، وستنطلق من تونس بمشاركة نحو 150 ناشطاً من جنسيات متعددة، بينهم عشرات الأتراك وتونسيون، في مسعى جماعي لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً.

وتشير المعطيات إلى أن القافلة القادمة من تونس ستلتحق ببقية سفن الأسطول التي انطلقت أواخر أغسطس من ميناء برشلونة الإسباني، تبعتها قافلة أخرى من ميناء جنوى الإيطالي، على أن تلتقي جميعها في عرض المتوسط قبل التوجه نحو غزة.
 

 

دعم شعبي ورسالة سياسية
في الأثناء، شهد ميناء سيدي بوسعيد تجمعاً لافتاً لمئات النشطاء والمتضامنين التونسيين والأجانب، الذين رفعوا شعارات داعمة لحق الفلسطينيين في كسر الحصار، وأكدوا تضامنهم مع أعضاء الأسطول بعد الحادثتين المتتاليتين.