أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، مساء اليوم، عن رصد هزة أرضية بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر، وقعت على بُعد نحو 873 كيلومترًا شمال مدينة مرسى مطروح.
وأوضح المعهد في بيان رسمي أن الزلزال تم تسجيله عند الساعة 7:56 مساءً بالتوقيت المحلي، على عمق متوسط في البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن موقعه يبعد مئات الكيلومترات عن الساحل المصري، وهو ما قلل من احتمالية تأثر السكان به بشكل مباشر.
وأكد الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد، أن محطات الشبكة القومية للزلازل سجلت الهزة بدقة، لافتًا إلى أن بعض سكان السواحل الشمالية قد شعروا بها بشكل طفيف، لكن لم يتم الإبلاغ عن أي خسائر في الأرواح أو الممتلكات حتى الآن.
وأشار القاضي إلى أن مصر تقع في نطاق آمن نسبيًا من النشاط الزلزالي القوي، إذ تتركز أغلب الهزات التي تُسجل في مناطق قريبة من البحر المتوسط أو البحر الأحمر وخليج العقبة، وغالبًا ما تكون قوتها محدودة التأثير.
زلازل مصر في 2025: عام النشاط الزلزالي وأجراس التحذير
شهد عام 2025 نشاطًا زلزاليًا لافتًا في مصر، إذ سجّل معهد البحوث الفلكية والجيولوجية وقوع عدة هزّات ضُرِبت بالسواحل الشمالية والشرقية، بينما حذّرت وزارة البيئة من اقتراب البلاد من "منطقة خطر حقيقي". هذا التقرير يعرّف بهذه الزلازل ويضعها في خلفية سياق اجتماعي وجغرافي.
أبرز الهزّات في البحر المتوسط وخارجها
- هزة بقوة 6.4 ريختر: حدثت في 14 مايو، على بُعد 421 كم جنوب مرسى مطروح، وعمق 76 كم. شعر بها السكان في القاهرة والإسكندرية والمناطق الشمالية، لكن لم ترد تقارير عن خسائر مادية أو بشرية ملحوظة.
- هزة بقدرة 6.2 ريختر: ضربت في 11 أغسطس منطقة مرسى مطروح. اختبرها السكان في المناطق المجاورة للعاصمة.
- هزّات أقل حدة: سجلت عدة هزّات تتراوح بين 3 و4 ريختر في يوليو، بالقرب من مطروح، السويس والعريش، أبرزها – 3.2 في 26 يوليو قرب بورسعيد، و4.9 فوق واجهة العاصمة البحرية، ونحو 4.2 قرب السويس في 6 مارس.
- مجمل الأحداث: حتى نهاية الصيف، بلغ عدد الهزّات في مصر نحو 157 زلزالًا في 2025، تشكّلت معظمها ضمن نطاقات المتوسطة إلى الخفيفة، مع وجود حالتين فقط تجاوزتا 4 ريختر.
مصر على حافة الخطر
في إطار الرد الحكومية، صرّحت وزيرة البيئة بأن مصر باتت تدخل تدريجيا إلى "منطقة خطر زلزالي"، خاصة بتقاطع تأثيرات تغيّر المناخ وتغير أنماط الطقس. جاء ذلك بعد سلسلة الزلازل غير المسبوقة مؤخرًا، كما أكّد خبراء الحاجة إلى تعزيز أنظمة الإنذار المبكر.
وعلى الرغم من أن الزلازل التي شهدتها مصر في 2025 كانت متوسطة القوة، إلا أن التكرار والاستمرار الأخير رفعا درجة القلق، خاصة مع تنامي الهزّات في محيط العاصمة. وحال تكررت هذه الموجات، فإن الهشاشة العمرانية ستضاعف الكارثة. من يدرك ذلك؟ وهل ستتفاعل السلطات الجدية بما ينقذ الأرواح والبنية الاجتماعية قبل فوات الأوان؟