تشهد مصر وعدد من دول العالم مساء الأحد 7 سبتمبر ظاهرة فلكية نادرة، حيث يتزامن خسوف كلي للقمر مع إعلان وزارة الأوقاف إقامة صلاة الخسوف في جميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية، وذلك في تمام الساعة السادسة و28 دقيقة مساءً، على أن تستمر الظاهرة أكثر من خمس ساعات متواصلة.
 

بيان رسمي من الأوقاف
وقالت الوزارة في بيانها الرسمي إن صلاة الخسوف ستقام عقب غروب الشمس مباشرة في المساجد الكبرى التي تقام بها شعائر صلاة الجمعة، مع تخصيص أئمة معتمدين لشرح أبعاد الظاهرة الفلكية والتذكير بدلالاتها الدينية.
وأكدت أن المشاركة في هذه الصلاة تأتي ضمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يحث المسلمين على إحياء مثل هذه الشعائر وقت وقوع الظواهر الكونية الكبرى، باعتبارها مناسبة للتأمل في قدرة الخالق وعظمته.
 

خسوف كامل للقمر
من جانبه، أوضح معهد البحوث الفلكية أن الظاهرة ستبدأ بدخول القمر إلى منطقة شبه الظل، ثم يتحول إلى خسوف كلي يمكن رؤيته بالعين المجردة في مصر والدول العربية، ويستمر لأكثر من خمس ساعات، في مشهد سيجذب أنظار الفلكيين والمهتمين.
وأضاف المعهد أن الخسوف الكلي سيبلغ ذروته في السابعة والنصف مساءً تقريبًا، ليتدرج بعدها تدريجيًا حتى عودة القمر لوضعه الطبيعي قرابة منتصف الليل.
 

طابع ديني واجتماعي
وأكدت وزارة الأوقاف أن إقامة الصلاة في المساجد الكبرى يهدف إلى الجمع بين الطابع الديني والاجتماعي للحدث، إذ يتوقع أن تستقطب هذه الظاهرة آلاف المصلين والمهتمين بمتابعتها.
كما شددت على ضرورة الالتزام بالتعليمات التنظيمية والإجراءات المتبعة داخل المساجد لضمان انسيابية الحركة وتيسير أداء الصلاة في أجواء روحانية.
 

رسالة روحية
واعتبرت الوزارة أن صلاة الخسوف تمثل فرصة للتوبة والإنابة إلى الله، خاصة في ظل ما يشهده العالم من أزمات ومحن، مؤكدة أن هذه الظواهر الكونية تدعو الإنسان إلى إدراك ضعفه أمام عظمة الكون.
وأضافت أن مشاركة المواطنين في هذه الصلاة بمختلف المحافظات تجسد الارتباط العميق بين الظواهر الطبيعية والتعاليم الدينية في الثقافة الإسلامية.
 

اهتمام واسع
وأشار عدد من خبراء الفلك إلى أن الخسوف المرتقب يعد من أطول حالات الخسوف الكلي التي يمكن مشاهدتها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يمنح الحدث أهمية علمية خاصة إلى جانب قيمته الدينية.
ومن المنتظر أن يحظى الخسوف بمتابعة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع قيام هواة الفلك بنقل مشاهد حية وتوثيق صور نادرة للحظة اختفاء القمر خلف ظل الأرض.

وبهذا، تستعد مصر لأن تشهد مساء الأحد حدثًا فريدًا يجمع بين العلم والدين، حيث يتلاقى المشهد الفلكي المهيب مع أجواء الصلاة الروحانية، في مناسبة ينتظرها الملايين بشغف.