أثار مشهد تصاعد أدخنة من داخل أحد طوابق سنترال رمسيس بوسط القاهرة، اليوم الأربعاء، حالة من القلق بين المواطنين والمارة في المنطقة، خاصة أن المكان كان قد شهد في وقت سابق حريقًا ضخمًا أثار جدلًا واسعًا حول جاهزية البنية التحتية للاتصالات.
قلق شعبي وسرعة نفي رسمي
مع انتشار صور ومقاطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سادت التكهنات حول تجدد الحريق للمرة الثالثة خلال فترة وجيزة، غير أن مصادر رسمية سارعت إلى نفي تلك الأنباء، مؤكدة أن ما شاهده المواطنون لم يكن سوى أتربة كثيفة ناجمة عن أعمال صيانة وإعادة تأهيل تجري حاليًا داخل المبنى.
ذاكرة لم تندمل: حريق الشهرين الماضيين
ويستحضر المصريون سريعًا ما جرى قبل نحو شهرين، حين اندلع حريق هائل في أحد طوابق سنترال رمسيس، تسبب في انقطاع خدمات الإنترنت على مستوى الجمهورية لساعات طويلة. يومها تعطلت البنوك والشركات والمطارات والقنوات الفضائية، وتضررت حياة المواطنين بشكل مباشر.
ورغم إعلان الشركة المشغلة لاحقًا عن تعويض المتضررين، إلا أن قطاعًا واسعًا من المستخدمين أبدى استياءه من تجاهل شريحة كبيرة منهم، واعتبر أن الخطوة لم تكن كافية مقارنة بحجم الخسائر والتعطل الذي ضرب قطاعات حيوية في الدولة.
تساؤلات عن مليارات البنية التحتية
الحادثة أعادت إلى الواجهة ملف الإنفاق على البنية التحتية للاتصالات، إذ يتساءل المواطنون عن مصير المليارات التي دفعتها الدولة والشركات لرفع أسعار الإنترنت والخطوط الأرضية، في وقت ما زالت الشبكة تعاني من هشاشة شديدة، تكشفها الكوارث المفاجئة.
ويرى خبراء أن ما جرى في سنترال رمسيس ليس حادثًا عرضيًا فقط، بل هو مؤشر على تآكل المنظومة الأساسية للاتصالات في مصر، في ظل غياب خطط جادة لتوزيع المخاطر أو تحديث مراكز البيانات بما يتماشى مع المعايير الدولية.
كيف تفعلها الدول الأخرى؟
في المقابل، تلجأ دول عديدة إلى توزيع مراكز الاتصالات جغرافيًا، أو الاعتماد على حلول متطورة مثل خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (ستارلينك)، إضافة إلى بناء مراكز بيانات سحابية حديثة تضمن استمرارية الخدمة حتى في حالات الكوارث.
الفيديو:
https://www.\facebook.com/watch/?v=752262160911170
https://www.facebook.com/watch/?v=1758101454855263
https://www.facebook.com/reel/826826403109478