تشهد عرائس المولد تراجعًا ملحوظًا في الإقبال للعام الثاني على التوالي، على الرغم من استقرار أسعارها التي تتراوح بين 40 و400 جنيه بحسب ما كشف عنه بركات صفا، نائب رئيس شعبة لعب الأطفال بغرفة القاهرة التجارية، ورغم ارتباطها الوثيق بالوجدان الشعبي كمظهر رئيسي من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
وأوضح صفا أن استقرار الأسعار هذا العام يعود إلى ثبات سعر الدولار خلال الفترة الماضية، فضلًا عن أن معظم العرائس يتم تصنيعها محليًا، وهو ما حدّ من الارتفاعات السعرية التي شهدتها العديد من السلع الأخرى المتأثرة بتقلبات العملة.
لكن على الجانب الآخر، لم يترجم هذا الاستقرار إلى حركة شراء نشطة، حيث أشار صفا إلى أن الإقبال ضعيف للغاية حتى الآن، وهو ما يُعزى إلى الأولويات الاستهلاكية لدى الأسر المصرية التي تركز إنفاقها في هذه الفترة على المصروفات المدرسية من كتب وكراسات وزي مدرسي، باعتبارها ضرورة ملحّة تفوق السلع غير الأساسية مثل عرائس المولد.
ولفت نائب رئيس شعبة لعب الأطفال إلى أن مشهد الركود ليس جديدًا، إذ تكرر العام الماضي أيضًا بسبب ارتفاع معدلات التضخم وضعف دخول الأسر مقارنة بمصروفاتها اليومية، مؤكدًا أن هذا الوضع لا يقتصر على عرائس المولد فحسب، بل يمتد ليشمل معظم السلع الترفيهية وغير الأساسية التي تشهد تراجعًا في المبيعات بشكل عام.
وتُعد عروسة المولد، المصنوعة من السكر أو البلاستيك المزركش، واحدة من أبرز ملامح الفرح في الشوارع المصرية خلال هذه المناسبة الدينية، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة ألقت بظلالها على هذه العادة القديمة، فباتت بعض الأسر تكتفي بالمشاهدة دون شراء، أو تستعيض عنها بحلويات المولد التقليدية التي تُعد خيارًا أقل تكلفة.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا التراجع قد يُهدد مستقبل صناعة عرائس المولد المحلية، ويُضعف من حضورها في الأسواق بمرور الوقت، خصوصًا مع المنافسة القوية من المنتجات المستوردة والألعاب الحديثة التي تجذب الأطفال بشكل أكبر، ما يضع هذه العادة التراثية في مواجهة مباشرة مع ضغوط الحياة اليومية.