انطلقت، أمس الأحد، عشرات السفن من موانئ أوروبية على رأسها ميناء برشلونة الإسباني وميناء جنوة الإيطالي، ضمن "أسطول الصمود العالمي" الذي يسعى لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 18 عامًا، في وقت وجّه فيه عمال ميناء جنوة تحذيرًا شديد اللهجة لإسرائيل، مؤكدين أنهم سيتخذون خطوات تصعيدية غير مسبوقة إذا تعرضت سفن المساعدات الإنسانية لأي اعتداء من جانب الاحتلال.

وقال اتحاد عمال الميناء الإيطالي في بيان متداول عبر وسائل الإعلام المحلية: "إذا انقطع الاتصال بمراكبنا ورفاقنا ولو لعشرين دقيقة فقط، سنحاصر أوروبا بالتعاون مع اتحاد عمال إيطاليا، ولن يدخل إسرائيل مسمار واحد عبر الموانئ الأوروبية"، في إشارة إلى وقف حركة الشحن والتفريغ للسفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
 

300 طن مساعدات من جنوة والتحام مع الأسطول في صقلية
وشهد ميناء جنوة شمال غربي إيطاليا إبحار عدة مراكب محملة بأكثر من 300 طن من المواد الغذائية والدوائية، جُمعت خلال خمسة أيام فقط من مختلف المدن الإيطالية، لتلتحم في جزيرة صقلية مع السفن القادمة من برشلونة، قبل أن يواصل الأسطول رحلته البحرية نحو غزة.

الناطقة باسم الحركة في إيطاليا، ماريا إيلينا ديليا، قالت لصحيفة "كوريري ديلا سيرا": "هدفنا واضح ومحدد؛ إيصال المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى غزة التي ترزح تحت حصار جائر وحرب إبادة".

وكانت مدينة جنوة قد شهدت، السبت، مسيرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف دعماً لأسطول الصمود، وأشعل المشاركون المشاعل في مشهد تضامني واسع، تقدمتهم رئيسة بلدية جنوة سيلفيا ساليس.
 

أكثر من 50 سفينة من 44 دولة
وكان "أسطول الصمود العالمي" قد انطلق رسميًا من برشلونة بمشاركة نحو 20 سفينة، على أن ينضم إليه ما يزيد عن 30 سفينة أخرى من تونس ودول متوسطية أخرى في الرابع من سبتمبر المقبل، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 50 سفينة تحمل على متنها آلاف الناشطين والحقوقيين من 44 دولة

وأكد المنظمون أن الأسطول يشكل "أكبر مهمة تضامنية في التاريخ"، إذ تتجاوز المشاركة فيه كل المحاولات السابقة لكسر الحصار على غزة منذ سفينة "مافي مرمرة" عام 2010.
 

السفينة الخليجية تنطلق من تونس
ومن أبرز المشاركات، "سفينة الصمود الخليجية" التي ستنطلق من تونس يوم الخميس المقبل، حاملة ناشطين وحقوقيين وشخصيات عامة من البحرين وقطر والكويت وسلطنة عُمان، فيما سيغيب ناشطون من الإمارات والسعودية عن الرحلة لأسباب سياسية وأمنية.

الناشطة القطرية المشاركة في الحملة أكدت أن التحضيرات اكتملت وأن الإعلان عن هوية وعدد المشاركين سيتم قبيل الانطلاق، مشيرة إلى دوافع أمنية لعدم الكشف المبكر عن التفاصيل.
 

غضب إسرائيلي وخطة للتنكيل بالناشطين
وفي المقابل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يخطط لتقديم خطة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تتضمن احتجاز الناشطات والناشطين في ظروف قاسية داخل معتقلي "كتسيعوت" و"دامون"، إضافة إلى مصادرة السفن وتحويلها إلى قوة بحرية تابعة للشرطة الإسرائيلية.

وقال مقربون من بن غفير للصحيفة: "بعد أسابيع من وجودهم في كتسيعوت ودامون، سيندمون على اللحظة التي وصلوا فيها إلى هنا، ويجب أن نقضي على رغبتهم في محاولة أخرى".
 

رسالة تضامنية عالمية ضد الإبادة في غزة
وأكد المتحدث باسم "أسطول الصمود العالمي" سيف أبو كشك أن المبادرة ستواصل العمل بلا توقف حتى كسر الحصار عن غزة ووقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أوقعت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، وسط دمار هائل وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

وقال أبو كشك: "الحكومات صامتة ولا تفعل شيئًا لوقف المجازر والمجاعة في غزة، لذلك نشأت هذه المبادرة الشعبية الدولية".

الناشطة السويدية غريتا تونبرغ، عضو اللجنة التوجيهية للأسطول، شددت بدورها على أن "هذه المهمة لم يكن يجب أن توجد لو أن الحكومات التزمت بالقانون الدولي ومنعت الإبادة"، مؤكدة أن فشل الدول في التحرك يمثل خيانة للفلسطينيين وللإنسانية جمعاء.
 

تصعيد عمالي يهدد إسرائيل عبر أوروبا
ومع انطلاق الأسطول واتساع التضامن العالمي، يبرز تحذير عمال ميناء جنوة الإيطالي كعامل ضاغط جديد على الاحتلال الإسرائيلي، حيث أن تنفيذ تهديدهم بوقف مرور السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إليها عبر الموانئ الأوروبية، قد يشكل ضربة اقتصادية قوية للاحتلال الاسرائيلي ويزيد من عزلة سياساتها على المستوى الدولي.
 

الفيديو:
https://www.facebook.com/reel/1107177564269572