تزداد الضبابية حول مصير مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة، بعد أن كشف مصدر مسؤول داخل التحالف المنوط به تطوير الحديقة، أن إعادة افتتاحها لن يتم خلال عام 2025 كما كان متوقعًا، مؤكدًا أن عدّة عوامل حالت دون الالتزام بالجدول الزمني، على رأسها تأخر إنجاز نفق النهضة الذي يربط حديقتي الحيوان والأورمان، فضلًا عن عدم وصول الحيوانات الجديدة المقرر استيرادها من الخارج.
المصدر أشار إلى أن سعر التذكرة بعد إعادة الافتتاح "قد يصل إلى 100 جنيه"، لافتًا إلى أن ذلك يأتي ضمن خطة شاملة تستهدف رفع مستوى الخدمات بما يتماشى مع المعايير الدولية المتبعة في حدائق الحيوان حول العالم. وأضاف أن التذكرة ستكون شاملة الدخول إلى كلٍّ من حديقتي الحيوان والأورمان، بعد دمجهما ضمن مشروع التطوير.
ورغم أن السعر الجديد لا يزال قيد الدراسة، إلا أن الفارق بينه وبين السعر السابق البالغ 5 جنيهات فقط أثار جدلًا واسعًا، خاصة مع تأكيد المصدر أن التحالف حصل على حق الانتفاع بالحديقتين لمدة 25 عامًا، ويهدف لتحقيق عائد اقتصادي يوازي حجم الاستثمارات الضخمة الموجهة للمشروع.
تفاصيل التطوير وتعثر الجدول الزمني
منذ إغلاق الحديقة في يوليو 2023، تتولى وزارة الزراعة والتحالف المطوِّر مسؤولية تحويلها إلى "مرفق عالمي"، بحسب ما أعلنته الوزارة في حينه، وقد جرى الإعلان مؤخرًا عن استيراد 362 حيوانًا جديدًا، ضمن خطة لجلب نحو 300–400 نوع من إفريقيا لتعزيز التنوع الحيوي بالحديقة.
غير أن أعمال نفق النهضة، الذي يمثل شريان الربط الأساسي بين حديقتي الحيوان والأورمان، واجهت تأخيرات متكررة، ففي أغسطس 2024، صرّح مصدر بوزارة الزراعة بأن الافتتاح تأجل من مطلع العام إلى الربع الثاني منه، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم، ليتأكد لاحقًا أن الافتتاح لن يتم خلال 2025 على الإطلاق.
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، علاء فاروق، كان قد صرّح في لقاء تليفزيوني العام الماضي، بأن الدولة تتحمل تكلفة استيراد الحيوانات الجديدة بدعم مباشر من القيادة السياسية، مؤكدًا أن المشروع يهدف لإعادة الحديقة إلى مكانتها التاريخية كأكبر وأقدم حديقة حيوان في المنطقة.
انتقادات حقوقية وجدلية حول نفوق الحيوانات
رغم الوعود الرسمية، لم يخلُ المشروع من انتقادات واسعة من جانب نشطاء حقوق الحيوان. الناشطة دينا ذو الفقار، وصفت ما يحدث بأنه "تطوير جزئي غير واضح"، وحذرت من استمرار الغموض بشأن الجدول الزمني، وربطت بين تأخر التنفيذ وبين ما وصفتها بحالات نفوق للحيوانات داخل الحديقة.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت في وقت سابق عن "محرقة الأسود والنمور"، حيث جرى التخلص من جثث حيوانات نفق عدد كبير منها منذ بداية التطوير، وهو ما أثار موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، دفعت النائب العام إلى إصدار بيان للتحقيق، تلاه قرار بإقالة رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان وتعيين رئيس جديد.
من جانبها، شددت إدارة التحالف على "الالتزام الكامل بتطبيق البروتوكولات العالمية للرعاية البيطرية"، مبررة أن بعض الحالات خضعت للقتل الرحيم حفاظًا على صحة الحيوانات الأخرى وسلامة الزوار.
التحالف المطور ومكوناته
يتكون التحالف المشرف على تطوير حديقتي الحيوان والأورمان من ثلاث شركات مصرية، تقودها الهيئة القومية للإنتاج الحربي، إلى جانب شركتي أبناء سيناء للإنشاءات وحدائق التي يرأس مجلس إدارتها محمد كامل، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "استادات القابضة"، كما يشارك في المشروع شريكان أجنبيان لفترة مؤقتة تمتد من 3 إلى 5 سنوات، هما: Harrison Assessments وWorldwide Zoo، قبل أن تنتقل الإدارة الكاملة لاحقًا للتحالف المحلي.