أثار الحوار الذي أجراه الإعلامي أحمد موسى مع المفكر والسياسي الدكتور حسام بدراوي في برنامج "على مسؤوليتي" جدلاً واسعًا بين المتابعين، لما حمله من رسائل صريحة حول قضايا جوهرية مثل التعليم، حرية الصحافة، الفتوى الدينية، والمشهد السياسي في مصر.
محاور الحوار الأساسية
بدأ د. بدراوي حديثه بالتطرق إلى أزمة التعليم في مصر، مشيرًا إلى أن "رؤية مصر 2030" وضعت خمسة محاور رئيسية:
- الإتاحة
- الجودة
- التكنولوجيا
- الاستثمار في العنصر البشري
- التوجه نحو الذكاء الاصطناعي
لكنه أكد أن الإنجازات على الأرض محدودة جدًا، موضحًا أن 20% فقط من المدارس حصلت على الاعتماد خلال 20 عامًا، رغم أن الخطة كانت تستهدف إنجاز المهمة خلال خمس سنوات.
واعتبر أن إدخال التابلت في العملية التعليمية كان خطوة شكلية أكثر منها تحولاً رقميًا حقيقيًا.
الإعلام بين الصوت الواحد والمنع
في ملف حرية التعبير، شدد بدراوي على أن المناخ الإعلامي في مصر لا يسمح بالنقد البنّاء، قائلاً:
"من بين كل ثلاث مقالات أكتبها، تُرفض واحدة لأنها تحتوي على عبارات تُوصَف بأنها حساسة".
وأضاف أن الساحة الإعلامية منقسمة بين مؤيد مطلق ومعارض جذري، ولا توجد مساحة حقيقية للنقاش الوسطي المتزن.
الدين والدولة: الفتوى ليست فوق الدستور
في حديثه عن الفتوى الدينية، أكد بدراوي أن الفتوى الشرعية ليست ملزمة، وأن المرجعية الدينية لا يجب أن تكون فوق الدستور، داعيًا إلى أن تكون الدولة مدنية حديثة لا تخضع لسلطة رجال الدين في قراراتها.
ردود الفعل على السوشيال ميديا
رغم أن الحلقة لم تحقّق انتشارًا واسعًا عبر المنصات، إلا أنها حصدت تفاعلاً ملحوظًا بين النشطاء، الذين اعتبر بعضهم بدراوي:
"من الأصوات النادرة التي ما زالت تمتلك الشجاعة للحديث عن مشاكل حقيقية دون تجميل".
في المقابل، رأى آخرون أن الحوار مجرد محاولة لتجميل المشهد من خلال السماح بمساحة ضيقة للنقد لا تمس جوهر السلطة.
أبرز التعليقات:
-
"الراجل بيتكلم بصراحة في قضايا كبيرة زي التعليم والحريات، وده في حد ذاته شيء نادر."
-
"لو كلامه ده مسموح بيه، يبقى فيه مساحة صغيرة لحرية التعبير... لكن السؤال: هل في تغيير حقيقي؟"
-
"البرنامج بيحاول يلمع الصورة، بس بدراوي قال كلام صعب يتقال على قناة موالية للنظام."
تحليل نقدي للحوار
- خطوة للأمام أم إعادة تدوير؟
رغم قوة الطرح في بعض الملفات، إلا أن غياب الحلول الواضحة يجعل الحوار أقرب إلى إعادة تدوير للأزمات المعروفة، دون تقديم رؤية عملية أو استراتيجية للتغيير.
- رسالة ضمنية للسلطة
حديث بدراوي عن الفتاوى والدستور يُعد رسالة واضحة ضد الهيمنة الدينية، وهو طرح قد لا يلقى قبولًا لدى التيارات المحافظة داخل الدولة، ما يجعل ظهوره بهذا الشكل رسالة مزدوجة.
- الحريات بين التلميح والتصريح
إشارته إلى رفض بعض مقالاته بسبب كلمات "حساسة" يُعد اعترافًا غير مباشر بسيطرة رقابية على المشهد الإعلامي، ويكشف الفجوة بين الخطاب الرسمي والواقع العملي لحرية الإعلام.
- سقف الانتقاد المسموح به
رغم ما قاله د. بدراوي، لم يتطرق إلى الملفات الأشد حساسية مثل الاعتقالات أو الانتهاكات الحقوقية، مما يعكس حدود الحرية الممنوحة حتى لأكثر الأصوات جرأة.
نافذة للتنفيس أم بداية لانفتاح حقيقي؟
الحوار كان لافتًا لأنه كسر نمط المديح المطلق الذي يسيطر على معظم البرامج الحوارية، وطرح قضايا جوهرية مثل:
- أزمة التعليم
- دور الفتوى في الدولة
- أزمة الإعلام
لكن في المقابل، لم يتجاوز الخطوط الحمراء، ما يجعله أقرب إلى نافذة صغيرة للتنفيس لا إلى مؤشر على انفتاح فعلي في المشهد السياسي والإعلامي.
السؤال المفتوح: هل ما قاله د. حسام بدراوي بداية حقيقية لفتح مساحات للنقاش حول مستقبل الدولة المدنية وحرية التعبير؟
أم أنها حلقة استثنائية في مشهد إعلامي مغلق، لن تتكرر قريبًا؟