شهدت مستشفى سيد جلال الجامعي التابع لجامعة الأزهر، حادثة اعتداء دامية طالت أحد أطباء الامتياز، الدكتور محمد بسيوني، حيث أصيب بجرح قطعي عميق في الوجه بعد هجوم من أحد المترددين على المستشفى، وسط مطالبات واسعة من نقابة الأطباء بضرورة تغليظ العقوبات لحماية الكوادر الطبية والمنشآت الصحية.
 

تفاصيل الواقعة
بحسب بيان رسمي لنقابة الأطباء، فإن طبيب الامتياز كان يؤدي عمله بشكل طبيعي عندما نشبت مشادة كلامية بينه وبين أحد مرافقي مريض، بعد مطالبة الأخير بسرعة إدخال الحالة إلى غرفة الطوارئ دون الالتزام بالإجراءات الطبية المتبعة.

المشادة تحولت سريعاً إلى اعتداء لفظي، حيث وجه المعتدي السباب للطبيب، الذي لم يجد بداً من الرد قائلاً: "أنت بتشتمني ليه؟"، قبل أن يخرج المعتدي للحظات ويعود ممسكاً بآلة حادة.

وكشفت رواية أحد أصدقاء الطبيب أن المعتدي حصل على مشرط طبي من إحدى سلال النفايات الطبية داخل المستشفى، ثم باغت الطبيب بضربة مباشرة في وجهه، أحدثت جرحاً غائراً استدعى تدخلاً عاجلاً من زملائه لإسعافه.
 

استجابة النقابة والجامعة
نقابة الأطباء أكدت في بيانها أن ما جرى يمثل اعتداءً صارخاً على حرمة المنشأة الطبية والمنظومة الصحية بأكملها، وليس مجرد واقعة فردية، مشددة على أن النقابة تعتبر هذه الجريمة "اعتداءً مكتمل الأركان" يستوجب العقوبة الفورية والرادعة.

وأضاف البيان أن الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، تواصل بشكل مباشر مع إدارة المستشفى وعميد كلية الطب بجامعة الأزهر، الدكتور حسين أبو الغيط، الذي وجه باتخاذ كافة الإجراءات القانونية والرسمية لحفظ حق طبيب الامتياز، كما كلّف نقيب الأطباء المستشار القانوني للنقابة بمتابعة القضية لحظة بلحظة حتى صدور حكم قضائي رادع بحق المعتدي.

من جانبه، قام الدكتور خالد أمين زارع، الأمين العام المساعد للنقابة، بالتوجه إلى مستشفى سيد جلال لمتابعة حالة الطبيب المصاب والاطمئنان عليه شخصياً، مؤكداً أن النقابة تقف بكل هيئاتها خلفه حتى استرداد حقوقه كاملة.

النقابة طالبت مجدداً الجهات المعنية بضرورة تغليظ العقوبات المقررة في القانون لمثل هذه الجرائم، باعتبارها تهديداً مباشراً للأطباء والمرضى على حد سواء، مشيرة إلى أن تكرار هذه الاعتداءات من شأنه أن يشيع حالة من الخوف بين الكوادر الطبية ويؤثر على جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.
 

غضب واسع ومطالبات بالردع
الحادثة أثارت حالة غضب كبيرة بين الأطباء والمرضى والمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض دليلاً على تزايد العنف ضد الكوادر الطبية وسط غياب الحماية القانونية، فيما طالب آخرون بضرورة تواجد قوات شرطية دائمة داخل المستشفيات لتأمين الأطقم الطبية وضمان سير العمل في أجواء آمنة.