وصف وزير الخارجية الأسبق والأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأنه "ديكتاتور"، محمّلا إياه مسؤولية ما وصفه بـ "الأخطاء الجسيمة" التي قادت إلى نكسة يونيو 1967، والتي ما زالت – بحسب قوله – مصر تعيش في ظلالها حتى اليوم.

وخلال لقاء تلفزيوني بثته فضائية "إم بي سي مصر"، أوضح موسى أنه كان من المؤيدين لعبد الناصر قبل الهزيمة، واصفا إياه بأنه كان يملك مشروعا يحظى بدعم شعبي واسع، لكن تلك الثقة انهارت عقب هزيمة 1967، حين تكشفت ـ كما قال ـ "أخطاء ضخمة جدا في طريقة الحكم، وفي إدارة القرارات المصيرية المتعلقة بالحرب والسلام".

 

"قرار الحرب خطأ.. والتنحي كان اعترافا بالذنب"
وأشار عمرو موسى إلى أن قرار خوض الحرب ضد إسرائيل في 1967 تم اتخاذه من دون مشاورات حقيقية، وهو ما يعكس ـ في رأيه ـ طبيعة حكم عبد الناصر "الديكتاتوري".

وأضاف أن تنحيه في ذلك العام كان تعبيرا عن إدراكه للخطأ الكبير الذي ارتكبه بحق الشعب والدولة.
وأكد موسى: "لا يمكن ولا يصح أن نتسامح مع ما حدث في الخامس من يونيو، فهذه النكسة لم تكن حدثا عابرا، بل لا تزال مصر عالقة فيها حتى اليوم".

 

"المقاومة رد طبيعي على الاحتلال"
وبالانتقال إلى الوضع الفلسطيني، رفض موسى بشدة تحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية الدمار الذي يتعرض له قطاع غزة. وقال إن "الاحتلال الإسرائيلي بلغ مرحلة متقدمة من الظلم والاستعمار، وكان من الطبيعي أن يكون هناك رد"، مشيرا إلى أن "منطق ربط دمار غزة بأحداث السابع من أكتوبر غير سليم، فطالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة".

كما أوضح أنه يدعم أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة، لكنه شدد في الوقت نفسه على رفضه توصيف حركة حماس بأنها "مهزومة"، مؤكدا أن واقع الصراع ومستقبل القضية أعقد بكثير من محاولات تصويرها على أنها معركة خاسرة لفصيل بعينه.

"لا لتهجير الفلسطينيين.. وإلا فهذه من علامات الساعة"
وفي حديثه عن ضغوط أمريكية مورست خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب على مصر والأردن لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين، قال موسى إن هذا الطرح "كارثة بكل المقاييس"، مضيفا: "إذا حدث ذلك فهو من علامات الساعة، لأنه يعني ببساطة إنهاء القضية الفلسطينية عبر طمس هوية شعبها وتشتيته".

 

"الفصل الأول بدأ في 2011"
كما تطرق عمرو موسى إلى التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة منذ عام 2011، واعتبر أن انطلاق الثورات العربية كان بمثابة بداية فصل جديد من "سياسة تغيير المنطقة"، وهي المرحلة التي ما زالت تداعياتها تتفاعل في مختلف الساحات الإقليمية.