في زمن تتغير فيه الروايات الرسمية بسرعة، تبقى الكاميرا شاهدًا صادقًا لا يعرف المجاملة.
منذ انقلاب الثالث من يوليو 2013، امتلأت ذاكرة المصريين بمقاطع مصورة، بعضها مسرّب من داخل مؤسسات الدولة، وبعضها التقطته هواتف مواطنين وناشطين، لتكشف للعالم وجه السلطة الحقيقي، وتفضح ما تصفه المعارضة بـ"القبح السياسي والأخلاقي لقائد الانقلاب وشركائه".
هذه الفيديوهات لم تكن مجرد توثيق، بل تحولت إلى أدلة إدانة سياسية وإنسانية تُستخدم في المحافل الدولية، وتغذي خطاب العدالة والقصاص داخل مصر وخارجها.
في زمنٍ يسعى فيه النظام الانقلابي إلى إعادة كتابة التاريخ، تظل الكاميرا حُجّة الحقّ الأقوى. منذ الانقلاب في يوليو 2013، وظهرت فيديوهات وثّقت قصف رابعة وقتل المعتصمين بدم بارد.
هذه الفيديوهات لم تعكس فقط قبح الانقلاب، بل أكّدت أن هذا القمع كان مقصودًا ومخططًا من أعلى هرم الانقلاب.
مجزرة رابعة... أعظم شهادة
https://www.youtube.com/watch?v=vF0IEHqyk9g
هذا الفيديو يعيد سرد يوم 14 أغسطس 2013 في ميدان رابعة، حيث تتجسد الإرادة الأمنية الممنهجة لإرهاب المتظاهرين السلميين.
تُظهر اللقطات استخدام الجرافات، القناصة، والمستهدفين بكثافة مميتة، وهو ما أكدته هيومن رايتس ووتش بأن القتل كان مخططًا له من أعلى المستويات ويمثل جريمة ضد الإنسانية.
القمع وجه الانقلاب الحقيقي
https://www.youtube.com/watch?v=Rf0ZKco7I6A
ويعرض الفيديو السابق لقطات من فض تظاهرات النهضة، تظهر كيفية اقتحام الأمن لمساحات الاعتصام واقتلاع المحتجين وسط عنف عارم.
لا يمثل الحدث سوى نموذج لاختطاف الدولة لمفهوم الاحتجاج، متى تحوّل إلى تهديد سياسي للحكم العسكري.
نساء مصر... الكاميرا شاهدة على الانتهاك
https://theworld.org/stories/2013/08/15/video-egyptian-women-taking-streets-protest-
وفي هذا الفيديو يظهر لحظة اعتداء وحشي على امرأة تحاول التظاهر، تم سحلها وضربها على الأرض.
وحين خرجت النساء للتظاهر كرد فعل، أظهرن أن المقاومة ضد قبح السلطة ليست فقط رمزية بل فعلية.
المرأة في قلب التحرّك... رغم القمع
https://www.pbs.org/newshour/classroom/daily-videos/2023/08/egyptian-women-
هذا فيديو عن حادثة مشهورة في ثورة 2011، تبين عقيدة العسكر لا تتغير فحين تعرّضت امرأة للضرب العنيف وسُحبت عباءتها حتى بُرز صدرها.
هذا الفيديو للوضع المتكرر للمرأة المصرية في ميدان الحرية يوضح أن العسكر لم يحترم أي رمز وطني أو إنساني.
الصورة والفيديو أقوى من الرصاص
في النهاية، كل فيديو لم يُسقط فقط المنقلبون أخلاقيًا، بل وثّق لحظة قال فيها المواطنون "لن نسكت"، في الوقت الذي قتلهم فيه النظام بدوافع سياسية واضحة.
مقاومة الفيديوهات هي استمرار لتلك اللحظة، مع وعد بتكرارها في كل ذكرى، ورفعها أمام كل جهة تطالب بالحق والعدالة.
فهذه الفيديوهات ليست فقط أرشيفًا للذكرى، بل سلاحًا سياسيًا وأخلاقيًا في مواجهة "قبح قائد الانقلاب وشركاه".
ربما ينجحون في إسكات في الشوارع، لكنهم لن يتمكنوا من إسكات الحقيقة التي وثقتها الكاميرات… لقطة واحدة قد تسقط في يوم من الأيام هذا الطاغية وشركاؤه في الانقلاب.
فالمقاطع المصورة التي وثقت مجازر رابعة والنهضة والمنصة، وصولًا إلى اعتقالات الشوارع، شكّلت حجر الأساس لرواية الحقيقة والعدالة.
في كل ذكرى، يعيد النشطاء وأصحاب الضمائر الحية نشر تلك المشاهد، حيث يظهر القناصة فوق أسطح المباني، وجثث الشهداء مكدسة، وسيارات الإسعاف ممنوعة من المرور.
فهذه المشاهد وحدها تكفي لإدانة قائد الانقلاب بتهم القتل العمد وارتكاب جرائم ضد الإنسانية والايام كفيلة برد الحقوق لاصحابها.