قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، علي بركة، إن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم هذه الهدن كغطاء لارتكاب مزيد من المجازر بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة، محذرًا من أن ما يجري هو "استمرار لحرب إبادة وتجويع منهجي تمارس بحق أكثر من مليوني إنسان محاصر منذ شهور".

وأوضح بركة، في بيان صحفي، أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على حشود من المواطنين الفلسطينيين أثناء انتظارهم لتسلّم مساعدات إنسانية في عدد من مناطق القطاع، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى في جريمة وصفها بأنها "بشعة" و"مضافة لسجل الاحتلال الأسود الممتد لعقود من المجازر وجرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني".

 

خداع دولي وتواطؤ مفضوح

ووصف بركة الهدنة الإنسانية التي أعلنت عنها إسرائيل بأنها "محض خداع للرأي العام الدولي"، محملاً المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة، المسؤولية عن استمرار المجازر في ظل ما وصفه بـ"الصمت المريب" من الأطراف الدولية الفاعلة.

وأضاف: "السكوت على هذه الجرائم يُعد مشاركة ضمنية في المجازر التي تُرتكب ليل نهار، والتاريخ لن يرحم المتواطئين ولا المتفرجين على مشهد القتل والتجويع الجماعي الذي تتعرض له غزة".

ودعا بركة كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية حول العالم إلى التحرك الفوري من أجل وقف هذه الجرائم، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا، والذي ازداد شراسة منذ مطلع مارس 2025 بعد أن أغلقت إسرائيل جميع المعابر البرية مع القطاع ومنعت إدخال أي مساعدات غذائية أو طبية.

 

تعليق تكتيكي... وجرائم متواصلة

وكان جيش الاحتلال قد أعلن صباح أمس عن بدء "تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية" في بعض مناطق قطاع غزة لتسهيل دخول المساعدات، إلا أن مصادر ميدانية وشهادات من سكان محليين أفادت بأن إطلاق النار لم يتوقف، وأن قوافل المساعدات القليلة التي سُمح بدخولها كانت عرضة للاستهداف أو النهب، ما يشير إلى أن الإعلان ليس سوى تغطية إعلامية لتمرير أجندة الاحتلال وامتصاص الغضب الدولي.

ويُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد تنصل، في مارس الماضي، من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى كان قد أُبرم مع "حماس" في يناير، ليستأنف منذ ذلك الحين حملة الإبادة الممنهجة ضد سكان القطاع، وسط تجاهل تام لكل المبادرات الأممية والدولية المطالبة بوقف القتال.

 

غزة تختنق: مجاعة، تهجير، وموت

تشهد غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، حيث تتداخل المجاعة الحادة مع الهجمات الإسرائيلية اليومية، في ظل حصار مشدد يمنع وصول الإمدادات الأساسية للسكان، وقد أودت المجاعة بحياة 133 فلسطينيًا حتى صباح الأحد، بينهم 87 طفلًا، وفقًا لآخر إحصاءات وزارة الصحة في القطاع.

وتشير التقارير إلى أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز حاجز الـ204 ألف بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف المهجرين داخليًا الذين يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية. وقد شملت الانتهاكات الإسرائيلية خلال هذه الحرب الاستهداف العمدي للمستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ومراكز الإيواء، ما يرقى إلى جرائم حرب وجريمة إبادة جماعية موصوفة في القانون الدولي.

 

مطالبات برفع الحصار وفتح المعابر

جدد علي بركة دعوته إلى "فتح المعابر البرية بشكل فوري لإدخال المساعدات دون قيد أو شرط"، معتبرًا أن هذه الخطوة هي الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والإنسانية التي يجب أن تتحملها الأمم المتحدة والدول العربية المجاورة، خاصة في ظل التقارير الأممية التي تشير إلى أن نحو 90% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش مئات الآلاف دون مأوى، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.