ألقى السيسي قائد الانقلاب كلمة خلال احتفالات ذكرى ثورة يوليو حاول فيها تلميع صورته، حيث ادعى أن "مصر لن تترك مستحقاً للسكن في قلق"، في إشارة إلى ملف الإيجار القديم المثير للجدل.
لكن تصريحاته لم تكن سوى محاولة للاستهلاك الإعلامي، حيث كشفت الأحداث اللاحقة عن النوايا الحقيقية للنظام.
حكومة الانقلاب تواصل سياسات القمع الاقتصادي
عقب الكلمة مباشرة، أعلن رئيس وزراء الانقلاب مصطفى مدبولي عن بدء إعداد اللائحة التنفيذية للقانون الجديد الخاص بالإيجار القديم.
وأكد مسؤول الانقلاب أن "العمل جارٍ على إعداد اللائحة" بمشاركة لجنة برئاسة وزير الإسكان، في خطوة تثبت أن تصريحات السيسي قائد الانقلاب لم تكن سوى كلاماً فارغاً.
وصادق مجلس النواب - الذي يسيطر عليه أنصار الانقلاب - مطلع الشهر الحالي على هذا القانون الجائر الذي يهدد بإخلاء ملايين المصريين من منازلهم.
وينص القانون على:
- إخلاء الشقق السكنية خلال 7 سنوات
- إخلاء الشقق غير السكنية خلال 5 سنوات
- زيادات إيجارية صادمة تصل إلى 20 ضعفاً
تحذيرات من كوارث اجتماعية
حذر الخبراء والمحللون من تداعيات خطيرة لهذا القرار:
عمرو هاشم ربيع، نائب مدير مركز الأهرام، حذر من "مشاحنات عنيفة بين الملاك والمستأجرين"
وأكد شريف الجعار، رئيس اتحاد المستأجرين، أن القانون "سيخلق فوضى اجتماعية"
بينما توقع الدكتور سعيد صادق "مواجهات مباشرة" نتيجة الإخلاء الجماعي
وأعلن اتحاد مستأجري الإيجارات القديمة عن:
- إعداد دعوى بعدم دستورية القانون
- الاستعداد لاستخدام كل الوسائل القانونية للحفاظ على حقوق المستأجرين
- التصدي لمحاولات الطرد الجماعي
استغلال النظام لتمرير سياسات قمعية
يأتي هذا القانون في إطار سياسات نظام الانقلاب الرامية إلى:
- زيادة معاناة المواطنين اقتصاديا
- تحويل الأزمات الاقتصادية إلى صراعات بين فئات الشعب
- إلهاء الناس عن فشل النظام في إدارة الملفات الكبرى
خلفية الأزمة
يعود ملف الإيجار القديم إلى عقود مضت عندما تم تحديد إيجارات رمزية بموجب قوانين سابقة.
والآن يحاول نظام السيسي الانقلاب على هذه الحقوق تحت ذريعة "التحديث الاقتصادي"، بينما يرفض تحمل مسؤولية توفير بدائل مناسبة للمواطنين.
مستقبل مظلم
مع تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار، يهدد هذا القانون بـ:
- زيادة أعداد المشردين
- تفاقم الأزمات الاجتماعية
- تصاعد الاحتجاجات الشعبية
- مزيد من التدهور في مستوى معيشة المصريين
في ظل غياب أي ضمانات حقيقية أو حلول عملية، تبقى تصريحات السيسي قائد الانقلاب مجرد كلام لا يعكس سوى محاولات يائسة لتحسين صورة نظام فاشل أثبت عجزه عن إدارة ملفات البلاد.