تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي للـيوم الـ656 على التوالي، حربها الدموية على قطاع غزة، مرتكبةً مجازر مروعة ضد المدنيين العزّل، وسط دعم أمريكي غير مشروط، وتواطؤ دولي يرسّخ واحدة من أبشع الجرائم الإنسانية في التاريخ الحديث.
ومع دخول اليوم الأربعاء، لم تتوقف آلة القتل، بل تسارعت وتيرتها بقصف مكثف جوي ومدفعي استهدف من تبقّى من نازحين ومجوّعين، لتُسجّل حصيلة جديدة من الشهداء والمصابين في ظلّ أوضاع إنسانية كارثية باتت تُهدد حياة أكثر من مليوني إنسان يعيشون في ظروف نزوح قسري ومجاعة قاتلة.
مجازر اليوم: شهداء بين الركام وعلى أبواب المساعدات
30 شهيداً منذ فجر الأربعاء، وفق ما أفادت به مصادر طبية من داخل مستشفيات غزة، سقطوا بفعل غارات جوية عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.
من أبرز الجرائم، استهداف محيط نقطة توزيع مساعدات في وادي غزة، حيث سقط 4 شهداء، بينما استُشهد رأفت عبد الهادي في قصف محيط أبراج عين جالوت في النصيرات.
وفي خان يونس، استشهد 14 مواطناً، بينهم 6 من سكان بني سهيلا و4 قرب نقاط المساعدات، و2 متأثرين بجراحهم في مشاهد جسّدت الاستهداف الممنهج للمدنيين العزّل الباحثين عن رغيف خبز.
كما انتُشلت جثامين 6 شهداء من منطقة البركة في دير البلح، بينهم:
محمد سليم الزريعي
قصي رأفت أبو بكرة
رواد محمد قنن
عمار أحمد السلقاوي
واثنين من عائلة أبو موسى
وفي حيّ الدرج شرق مدينة غزة، استشهد مواطن في غارة لطائرة مسيرة استهدفت محيط مسجد الإيبكي، فيما نسفت قوات الاحتلال عدداً من المباني شمال خان يونس.
مأساة عائلة الشاعر: قصف يُفجع القطاع
من أفظع ما سُجل، قصف شقة سكنية لعائلة الشاعر في تل الهوا بغرب غزة، أدى إلى استشهاد 8 مدنيين، بينهم الصحفية ولاء الجعبري وزوجها أمجد الشاعر، وخمسة من أطفالهما: حسن، عز الدين، ميرا، أمير، والجنين الذي لم يُولد، بالإضافة إلى فادي الشاعر.
القصف استهدف منزل الدكتور حسن الشاعر، المدير الطبي لمجمع الشفاء الطبي، في جريمة تضرب صميم النسيج الأسري والصحي في غزة.
الثلاثاء: 85 شهيداً في يوم واحد
في اليوم السابق، الثلاثاء، ارتقى 85 شهيداً، بينهم 31 من منتظري المساعدات، في غارات استهدفت بشكل مباشر مناطق التجمع الإنساني في محاولة إسرائيلية لتكريس معادلة "القتل مقابل المعونة".
حصيلة الإبادة حتى الآن: أرقام تقشعر لها الأبدان
بحسب وزارة الصحة في غزة:
- 59,219 شهيداً
- 143,045 مصاباً
- أكثر من 11,000 مفقود
- مجاعة قتلت العشرات وأرهقت الباقين
- 2 مليون نازح يعيشون في العراء أو تحت الأنقاض
وفي التفاصيل:
منذ انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس 2025، سقط 8,363 شهيداً، وأُصيب 31,004 آخرون.
ومنذ أن تحوّلت نقاط المساعدات إلى مصائد موت في 27 مايو الماضي، ارتقى 1,060 شهيداً وأصيب 7,207، مع 45 مفقوداً.
كما استشهد:
- 1,582 من الطواقم الطبية
- 115 من الدفاع المدني
- 220 من فرق الإغاثة
- 754 من عناصر الشرطة وحماية المساعدات
في ظل استهداف واضح لأي جهد إنساني داخل القطاع، خاصة باستخدام الاحتلال لما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" – وهي جهة مشبوهة مرفوضة دولياً – لفرض معادلة الاستسلام أو الموت تحت غطاء زائف من "العمل الإغاثي".
دمار شامل وجرائم ممنهجة
الاحتلال الإسرائيلي دمّر:
- أكثر من 88% من مباني غزة
- 149 مؤسسة تعليمية تدميراً كلياً، و369 جزئياً
- 828 مسجداً كلياً، و167 جزئياً
- 19 مقبرة
- أكثر من 15,000 مجزرة تم توثيقها
- 2500 عائلة أُبيدت بالكامل من السجل المدني
- 62 مليار دولار خسائر مادية أولية
- سيطرة ميدانية على 77% من مساحة القطاع