قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مقر هيئة الأركان السورية ووزارة الدفاع والقصر الرئاسي بدمشق، مساء الأربعاء بذريعة حماية الدروز، رغم أدعاء قناة عبرية، الثلاثاء، أن إسرائيل تعهدت للولايات المتحدة بوقف الهجمات على الجيش السوري في جنوبي البلاد، اعتبارا من مساء الثلاثاء.
وقصفت إسرائيل تلك المواقع بحجة ما تقول إنه "نزع السلاح من الجنوب السوري"، تستخدم تل أبيب ما تزعم أنها "حماية الدروز" في سوريا ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة لسيادة سوريا، رغم أن الإدارة السورية الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل.
وأفادت قناة الجزيرة بأن أعمدة الدخان تصاعدت من مبنى هيئة الأركان السورية بعد غارة إسرائيلية عنيفة، موضحًا أن هناك دمارًا في مبنى هيئة الأركان السورية جراء غارات إسرائيلية.
https://youtu.be/bNyUyrR0PHo
فيما ذكرت وكالة «رويترز» أن هناك قتلى وجرحى جراء ضربة إسرائيلية أخرى على وزارة الدفاع السورية.
من جانبه، صرح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بأن الضربات «الموجعة» بدأت في دمشق.
كما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر أمنية: «نستهدف بالغارات القصر الرئاسي ومبنى القيادة العامة السورية».
يُذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق من الأربعاء، أن سلاح الجو التابع له نفذ غازة استهدفت بوابة دخول مقر هيئة الأركان العامة السورية، في العاصمة دمشق.
وقال جيش الاحتلال إن هدف الهجوم الذي شنه سلاح الجو التابع له كان بوابة دخول مقر هيئة الأركان العامة للنظام السوري في دمشق، موضحًا: «يواصل الجيش رصد التطورات والأنشطة ضد المدنيين الدروز في جنوب سوريا، ووفقًا لتعليمات القيادة السياسية، يهاجم المنطقة وهو مستعد لسيناريوهات مختلفة»، بحسب ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
حماية الدروز
وجاء القصف الإسرائيلي بعد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن إسرائيل ستواصل مهاجمة قوات الحكومة السورية حتى تنسحب من السويداء.
وطالب كاتس الحكومة السورية بسحب قواتها من السويداء، وقال إن "على النظام السوري أن يترك الدروز في السويداء ويسحب قواته إلى الوراء".
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي: "لن نتخلى عن الدروز في سوريا وسنفرض سياسة نزع السلاح التي قررناها".
الرئاسة السورية
من جانبها، قالت الرئاسة السورية إن "الأفعال التي تندرج ضمن السلوكيات الإجرامية لا يمكن قبولها تحت أي ظرف وتتنافى مع مبادئ الدولة".
وأكدت الرئاسة السورية في بيان أنها تضع أولوية قصوى لحماية الأمن والاستقرار في جميع أنحاء سوريا، وأكدت أنها تتابع باهتمام الانتهاكات المؤسفة التي طالت بعض المناطق في محافظة السويداء.
وجاء في بيان الرئاسة السورية أيضا "نؤكد لأهلنا في السويداء أن حقوقهم ستكون دائما مصونة ولن نسمح لأي طرف بالعبث بأمنهم واستقرارهم".
واشنطن
من جهته أكد مصدر أميركي أن إسرائيل وعدت واشنطن بوقف هجماتها على قوات الجيش السوري بدءا من مساء الثلاثاء، لكنها أخلفت وعدها ولم تنفذه .
ورغم ذلك تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد أواخر 2024، ووسعت رقعة احتلالها في الجولان، كما احتلت المنطقة العازلة السورية.
تجدد الاشتباكات الداخلية
في غضون ذلك، قالت إدارة الإعلام بوزارة الدفاع السورية إن مجموعات خارجة عن القانون عادت إلى مهاجمة القوات السورية في السويداء.
وقالت الوزارة إن قواتها ترد على مصادر النيران داخل السويداء مع مراعاة قواعد الاشتباك لحماية الأهالي.
من جانبها، أفادت الإخبارية السورية بأن قوى الأمن السوري بدأت تمشيط الأحياء الشرقية لمدينة السويداء من المجموعات المسلحة التي تصفها وزارة الداخلية السورية بالخارجة عن القانون.
بدوره، قال شاهد عيان إن الاشتباكات بين قوات الأمن السوري ومجموعات مسلحة تجددت صباح الأربعاء في أحياء داخل مدينة السويداء.
وأوضح أن هذه الاشتباكات ترافقت مع عمليات قصف على أحياء في مركز المدينة. وكانت الداخلية السورية أوضحت أنها تمكنت من طرد من وصفتهم بالخارجين عن القانون من مركز مدينة السويداء.
وكانت قوات من وزارتي الدفاع والداخلية قد دخلت مدينة السويداء في محاولة لبسط السيطرة على الأحياء المضطربة لحفظ الأمن وإعادة الاستقرار.