يستعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للإعلان عن خطة جديدة لتسليح كييف، تشمل ولأول مرة أسلحة هجومية متطورة قادرة على استهداف أهداف داخل الأراضي الروسية، بحسب ما نقل موقع "آكسيوس" الأمريكي عن مصدرين مطلعين.
ووفقًا للموقع، من المتوقع أن يُعلَن عن الخطة رسميًا خلال اجتماع مرتقب بين ترامب وأمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) الجديد، مارك روته، مساء اليوم الإثنين. ومن أبرز ما تتضمنه الخطة: تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى العاصمة الروسية موسكو، إضافة إلى بطاريات دفاع جوي من طراز "باتريوت"، وأسلحة دقيقة متطورة تُصنف ضمن تكنولوجيا "الجيل الجديد".
تحوّل لافت في موقف ترامب
ويمثل هذا الإعلان المرتقب تحوّلاً لافتًا في موقف ترامب الذي كان حتى وقت قريب يتبنى نهجًا أكثر تحفظًا في دعم كييف، مقتصرًا على الأسلحة الدفاعية بهدف تجنب تصعيد مباشر مع موسكو. غير أن التطورات الميدانية الأخيرة، خاصة تكثيف الهجمات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف وعدة مدن أخرى، دفعت ترامب - وفقًا للمصادر - إلى إعادة النظر في استراتيجيته.
وكانت القشة التي قصمت ظهر الدبلوماسية - حسب آكسيوس - هي المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الثالث من يوليو الجاري، والتي أكد فيها الأخير عزمه على "مواصلة التصعيد العسكري"، وهو ما اعتبره ترامب تهديدًا صريحًا واستفزازًا لموقع الولايات المتحدة الاستراتيجي.
مقترح أوكراني بدعم أوروبي
المصادر ذاتها أوضحت أن الخطة الجديدة تمثل مزيجًا من المبادرة الأمريكية والتنسيق مع الأوروبيين، حيث ستقوم الدول الأوروبية بتمويل صفقات الأسلحة الأمريكية التي سيتم إرسالها إلى أوكرانيا. ويعود هذا المقترح إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي عرضه خلال قمة الناتو التي عقدت قبل أسبوعين، سعيًا منه لتخفيف العبء عن واشنطن وضمان دعم غربي موحد.
أهداف الخطة وتداعياتها
يرى مراقبون أن خطة ترامب قد تمثل نقطة انعطاف جديدة في مجرى الصراع، إذ إنها لا تستهدف فقط تعزيز قدرات كييف الدفاعية، بل تهدف إلى تغيير موازين القوى ميدانيًا وإجبار موسكو على إعادة النظر في موقفها الرافض لوقف إطلاق النار.
ويأمل مسؤولو الناتو والإدارة الأمريكية أن تسهم هذه الخطوة في "ردع" روسيا ووقف اندفاعها نحو مزيد من التصعيد، خاصة بعد أن أصبحت بعض المدن الأوكرانية تحت وابل مستمر من القصف الروسي.
من جهته، قال ترامب في تصريحات مقتضبة للصحفيين مساء أمس: "سنوفر لأوكرانيا معدات عسكرية متطورة للغاية، تتضمن بطاريات باتريوت وأنظمة تكنولوجية نوعية، ولكن عبر آلية أوروبية للتمويل المشترك، حتى نؤكد على وحدة التحالف الغربي دون استنزاف الخزانة الأمريكية".
