في فجر اليوم الثامن من يوليو، تحل الذكرى الـ 12 لأحداث الحرس الجمهوري، والتي تسمي بـ«بمذبحة الحرس الجمهوري» أو ما يطلق عليها بمذبحة الساجدين حيث أطلق الجيش فيها الرصاص علي المعتصمين، المحتجين على الانقلاب على الشرعية، خلال سجودهم أثناء صلاة الفجر، أمام مقر الحرس الجمهوري.

وسقط ضحية المذبحة ما يقرب من 100 شهيد، في أغلب الروايات، وأصيب ٤٣٥ أخرين واعتقل المئات واستشهد الصحفي أحمد عاصم يومها خلال توثيقه المذبحة.
https://x.com/gamal_helal/status/1678021648396550145
https://x.com/i/status/1280623547623374849


وصف المذبحة
   
ففي فجر يوم الاثنين الموافق الثامن من يوليو لعام 2013،  وعندما كان المئات من المتظاهرين والمحتجين على الانقلاب على الشرعية، يؤدون صلاة الفجر ومع قرب انتهاءهم منها، أطلقت قوات الجيش مدعومين برجال بلبس مدني الرصاص والخرطوش على المصلين، وكل المتواجدين بمحيط المنطقة واستمرت الاعتداءات لعدة ساعات، سقط خلالها العشرات من الشهداء، في صفوف المعارضين للانقلاب على الشرعية.
https://x.com/i/status/1941951680267878591

وقال شهود عيان إن العشرات من مؤيدي الشرعية احتموا داخل مسجد المصطفي بالقرب من مقر دار الحرس الجمهوري بسبب خشيتهم من اعتقال الجيش إياهم.

وأكد آخرون أن: "عددا كبيرا من النساء والشباب لجأوا إلى مسجد المصطفى القريب من المنطقة فقامت قوات الجيش بحصار المسجد، واعتقال كل من يخرج منه".

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن محمود الشيلي، وهو أحد المحتجين، أن الحرس الجمهوري أطلق قنابل الغاز المسيل للدموع بعد أن أطلق رجال يرتدون ثيابا مدنية النار.
https://x.com/i/status/1810362050641625379


شهادات من المذبحة
   
الصحفية آيات عرابي " أذكركم ببعض مشاهد مجزرة الحرس الجمهوري كما نشرتها جريدة المصريون الانقلابية التي نشرت في الذكرى الأولى لمجزرة الحرس الجمهوري بعض شهادات الناجين من المجزرة منهم طالب اسمه محمد سراج حكى أنهم كانوا في الركعة الثانية من صلاة الفجر وسمعوا استغاثة، وحاول الإمام أن ينهي الصلاة بسرعة ليجدوا أعداداً كبيرة من عربات الجيش والشرطة الذين بدأوا بضرب الغاز المسيل للدموع عليهم بكثافة "

وتابعت في تغريدة لها "قال محمد أن الشرطة ضربت الغاز بكثافة وقوات الجيش ضربت رصاص حي وقال أن الجيش والشرطة قتلوا المصلين في الركعة الثانية وأنهم اعتقلوا بعدها حوالي 700 من المعتصمين".
https://x.com/i/status/1148325553881190400

 وأضافت "شهادة أخرى من أحمد الديب الذي قال أن أحد زملائه أيقظه لصلاة الفجر وفي الركعة الثانية الإمام أنهى القنوت وبعدها بدأ الضرب من اتجاه صلاح سالم ويوسف عباس ونادي الحرس الجمهوري نفسه وقال أن اطلاق قنابل الغاز بدأ وكانوا محاصرين بضرب الخرطوش والآلي والرصاص الحي من كل اتجاه بدون مراعاة لحرمة النساء والأطفال وقال أنه سقط عدد كبير من الشهداء منهم نساء وأطفال وكبار سن وعدد ضخم من الإغماءات والإصابات"

وزادت أنه "حكى أنه اختبأ في إحدى العمارات ومعه عدد من المعتصمين وأن الجيش هجم على العمارة واعتقل كل من اختبئوا فيها "

وأردفت أن جريدة "المصريون نقلت أن أهالي المنطقة أكدوا أن الأمن بدأ بالاعتداء اثناء صلاة الفجر وأنهم تعاملوا بوحشية تجاه المعتصمين ".

وتابعت "المجند م ف ش (والمصريون نقلت اسمه بالاحرف الاولى) وهو عسكري غلبان قال في شهادته لموقع المصريون أن التعليمات وصلت لهم بالتعامل مع المعتصمين بالرصاص الحي بدون تحذير أو استخدام وسائل تدريجية وقال أنهم كانت عندهم تعليمات بالضرب في المليان "

وأكدت أنه رغم كل الكذب الذي قيل في وسائل إعلام العسكر، لكن شهادات سكان المنطقة قالت أن الامن بدأ الاعتداء بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين أثناء صلاة الفجر ".

وقالت أن "أحمد همام كان يصلي الفجر وأكد أن الجيش والداخلية أطلقوا الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع بدون إنذار؛ وقال أن هناك معتصمين هربوا للعمارات السكنية لكن الشرطة لاحقتهم وكان من بينهم نساء وقال أن الشرطة هددتهم بإطلاق النار حال عدم خروجهم وقال أن بعض المعتصمين ممن هربوا استجابوا وخرجوا من العمارة لكن الداخلية أطلقت عليهم النار"

ولفتت أن "أحد سكان المنطقة روى أنه استيقظ بعد الفجر مباشرة على صوت الرصاص والمروحيات وقال أنه رأى الجيش يحرق خيام المعتصمين وقال إن بعض المعتصمين اختبأ عنده وأن الجيش والداخلية دخلوا العمارات وأطلقوا نار وقال إن الشرطة العسكرية ضربت نار على بعض المعتصمين ممن كانوا في عمارتهم وقال إن ضرب النار من الجيش المصرائيلي والداخلية استمر ساعة تقريبا وطيارات الهليكوبتر كانت تحلق في الجو".
https://x.com/i/status/1677965986543071233

وبينت أن هذا بعض ما نقلته جريدة المصريون، وستبقى مجزرة الحرس في ذاكرة الجميع لأن هذا اليوم هو بداية كل المجازر التي حصلت من وقتها إلى الآن

واختتمت "أشهر فيديو للمجزرة هو لجنود يقولوا أن الشارع كله دم ويفتخروا بالمجزرة، العسكري الغلبان كما يسميه البعض في الفيديو يقول أن الشارع كله غرقان دم ويفتخر بالقتل".
https://x.com/i/status/1810454457513095185
 

توثيق المذبحة
   
ووثق الصحفي خالد شلبي شهادته على المذبحة قائلا، بدأنا صلاة الفجر صبيحة يوم 8 يوليو 2013 كما العادة، وعند الركعة الثانية تماما وإذ بأصوات صفارات الشباب الذين يحرسون مدخل الاعتصام من جهة صلاح سالم تعلو شيئا فشيئا وأصوات التكبيرات، فتوقعنا أنها مجموعات من البلطجية تحاول اقتحام الاعتصام، فخرجنا جميعا من الصلاة في اتجاه أصوات الصفارات والتكبيرات.

وتابع: كانت صدمتنا في جحافل من القوات الخاصة للشرطة والمدرعات تتقدم وتلقي بكميات كبيرة جدا وغير مسبوقة من الغاز، حيث تكونت سحابات من الغاز المسيل للدموع على طول الشارع وصولا لمحول الكهرباء الذي كان بالقرب من عمارات العبور 2 والذي احتمينا به من الرصاص مع عجزنا تماما عن التصدي لهم بسبب الغاز، حيث بدأنا جميعا بالتساقط إما اختناقا أو بطلقات الرصاص العشوائية والكثيفة والتي لم تتوقف من جهة القوات المتقدمة من صلاح سالم وكذلك بعد محاصرتنا من قبل قوات الصاعقة والمظلات التي كانت تحرس دار الحرس من الجهة المقابلة حيث شكلوا كماشة وأطلقوا علينا النار بكثافة مما تسبب في اصابات حتى في صفوفهم بسبب كثافة النيران والتي ألصقوها بنا بعد ذلك.

وأضاف: كلما حاولت تذكر تلك اللحظات أتذكر غيوم الغاز التي أحاطت بنا من كل اتجاه، أتذكر كيف لم نستطع حتى فتح أعيننا من الغاز وتساقطنا جميعا واحد تلو الآخر، رأيت بعيني سقوط مجموعة الحراسة جهة صلاح سالم كاملة بما فيهم الأزهريين المعممين الذين تقدموا ليحاولوا التهدئة كما العادة لكن رصاصات الغدر أسقطتهم شهداء وجرحى، كانت كثافة النيران جنونية وكل ما أذكره محاولتي العودة للخلف باتجاه المنصة أمام دار الحرس لكني سقطت وفقدت الوعي وأنا أحاول تفادي الرصاص عند مدخل إحدى عمارات العبور، وقد حملني أحد الشباب ليسعفوني في أحد النقاط تحت عمارات العبور 2 ولم أعي إلا وأنا تحت أيدي أحد الأطباء يحاول إسعافي من اختناق الغاز وما صاحبه من تشنجات، وبعد أن تعافيت قليلا قال لي الطبيب أننا يجب أن نعود بأي طريقة لميدان رابعة فقد حوصرنا من كافة الاتجاهات وأغلقوا كل الشوارع المؤدية من وإلى ميدان رابعة بما فيها شارع الطيران..

وأردف: كلما حاولت إلقاء نظرة بالخارج يباغتونا بالرصاص وأرى أفراد الشرطة العسكرية وقوات الصاعقة والشرطة والمظلات كلهم يفتشون الخيام ويتفقدون الجرحى ويجهزون عليهم بدم بارد ويتأكدون من موت كل من أصيب، وأخذوا شيئا فشيئا بدخول مداخل العمارات المجاورة لدار الحرس الجمهوري لتمشيطها وتصفية واعتقال من تبقى فيها، وبالفعل رأيتهم يقتحمون مصلى كان تحت عمارات العبور 2 وقد أجهزوا على كل من فيه من المعتصمين الذين احتموا بداخله..

واستطرد حينها ركضت أنا ومجموعة أخرى في شارع خلفي بين أسوار دار الحرس ومدخل مواقف السيارات الخاصة بسكان العمارات في محاولة للخروج لكننا فوجئنا بطلقات الرصاص من أحد أبراج الحراسة المطلة على الشارع، فدخلنا داخل أحد مواقف السيارات تحت إحدى البنايات، فألقى الجندي بقنبلة غاز داخل الموقف مما اضطرنا للخروج سريعا ونحن نختنق من الغاز، فأخذ يضرب علينا طلقات الرصاص وكأنه في رحلة صيد يصطاد، احتميت أنا ومن بقي من المعتصمين في الموقف المجاور للموقف الآخر وعندما حاولنا الصعود من السلم الداخلي، فوجئنا بسكان العمارة يغلقون الباب الخاص بالموقف من داخل العمارة ويمنعونا من الخروج.

وأكد لم أصدق ما يحدث كنت في حالة صدمة وجسمي في منتهى البرودة أشاهد تلك الطلقات التي قد تصيبني في أي لحظة، وأرى أولئك الذين يمنعونا حتى من الاحتماء من الرصاص دون طلب مساعدة منهم، حينها جلست على الأرض بجانب إحدى السيارات أحاول استيعاب ما يحدث، أحاول الاستيقاظ من ذلك الكابوس لكن للأسف لم يكون كابوسا إنما واقعا مأساويا لم يخفف عني فيه إلا قِطٌ صغير جاء يتمسح بي فأخذته أحضن وأبكي بحرقة وأشكوه إنسانية وجدتها فيه ولم أجدها في بنو جلدتنا من البشر.

وأعلنت وزارة الصحة عن اتشهاد 51 مواطنا، وجاء على لسان الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة إسعاف مصر وقتها ارتفاع عدد الوفيات في اشتباكات الحرس الجمهوري إلى 100 شهيد وإصابة 435، مشيرًا إلى أن جميع الحالات مصابة بخرطوش وطلقات نارية.

https://x.com/ERC_egy/status/1413223078440624128