أطلقت إيران موجة صاروخية هي الأضخم منذ بدء التصعيد الأخير مع الاحتلال الإسرائيلي، استهدفت خلالها مواقع حساسة في وسط وشمال فلسطين المحتلة، أبرزها العاصمة تل أبيب، وحيفا، وهرتسيليا، ومراكز استخباراتية وعلمية، في تطوّر نوعي وصفه مراقبون بـ"غير المسبوق".
وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، فقد أُطلقت أكثر من 20 صاروخاً دفعة واحدة فجر الثلاثاء، في رشقة وصفت بأنها "أقوى وأدق" من سابقاتها، طالت منشآت لوجستية تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وموقعاً حساساً في منطقة غليلوت، يُعتقد أنه تابع للجيش، إلى جانب منشآت مدنية وحافلات عامة.
وفي ظل الرقابة العسكرية المشددة، تحدثت مصادر صحفية عبرية عن وقوع إصابات مباشرة في خمسة مواقع على الأقل في "تل أبيب الكبرى"، وسقوط صواريخ في مناطق كفار سابا، بئر السبع، ورامات هشارون. ودوّت صفارات الإنذار في مناطق واسعة، فيما دعت "الجبهة الداخلية" الإسرائيليين للبقاء قرب الملاجئ.
استهداف مراكز حساسة وتدمير مختبرات علمية
من أبرز الضربات التي أثارت قلق الدوائر الأمنية والعلمية في آنٍ واحد، استهداف معهد وايزمان الشهير في مدينة رحوفوت. وتشير تقارير إلى أنّ أحد الصواريخ الإيرانية دمّر مختبرات أبحاث بيولوجية وحيوية وذكاء صناعي، يُعتقد أن لها صلات غير مباشرة بمشاريع أمنية إسرائيلية.
ونقلت صحيفة ذي ماركر شهادات لعلماء تحدثوا عن "ضياع عقود من العمل في لحظة". وقال البروفيسور إلداد تساحور، الذي فقد مختبره: "انهارت ثلاثة طوابق بالكامل. كل شيء اختفى. التاريخ، الصور، البيانات، وحتى التذكارات".
بدوره، أشار البروفيسور عيران سيغال إلى أن صواريخ إيران دمرت مختبره المتخصص في الطب الشخصي بالذكاء الصناعي، وبيّن أن آلاف العينات الحيوية كادت تُفقد بالكامل، لولا إنقاذ بعضها "في اللحظة الأخيرة".
منشآت عسكرية تحت النيران
الهجوم الإيراني لم يتوقف عند المنشآت المدنية والعلمية، بل طال منشآت عسكرية مباشرة. وأقرت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة هدف حساس في هرتسيليا، تلاه اندلاع حرائق هائلة في موقف حافلات، بعد سقوط صاروخ مباشرة فوقه.
من جهتها، أعلنت هيئة الإطفاء الإسرائيلية تسجيل 8 حرائق في مناطق متفرقة، فيما يعمل أكثر من 20 طاقم إطفاء لإخماد النيران الناتجة عن الشظايا.
كما أشارت قناة 12 العبرية إلى أن أحد الصواريخ سقط على منشأة لوجستية تابعة لـ"أمان"، ذراع الاستخبارات العسكرية، في ضربة نادرة من حيث دقتها ونوعيتها، وسط تعتيم رسمي على حجم الخسائر.
"الوعد الصادق 3".. أطول سلسلة ضربات متواصلة
هذا الهجوم يأتي في إطار عملية "الوعد الصادق 3" التي أطلقها الحرس الثوري الإيراني قبل أيام، وتواصلت على مدار 3 ليالٍ متتالية. ووفق وكالة "فارس"، فقد نفذت إيران أكثر من 550 عملية بطائرات مسيّرة منذ بدء العملية، وتمكنت إحدى المسيرات من تدمير منظومة دفاع جوي إسرائيلية بعيدة المدى.
هل قُتل قائد الحرب الإيراني؟
في المقابل، زعمت إسرائيل اغتيال القائد العسكري الإيراني علي شادماني في غارة جوية على طهران. ويأتي ذلك بعد أيام من تعيينه قائداً لـ"مقر خاتم الأنبياء المركزي"، خلفاً للفريق غلام علي رشيد، الذي اغتيل هو الآخر سابقاً.
لكن مصادر إيرانية رسمية لم تؤكد النبأ، وسط تضارب بشأن هوية القتيل بين شادماني وعبد الرحيم موسوي، الذي عُيّن قبل أيام رئيساً للأركان الإيراني.
حرب استنزاف قد تمتد لـ 30 يوماً؟
المسؤول السابق في جهاز "الموساد" الإسرائيلي، حاييم تومر، اعتبر أن الحرب الحالية "بلا قواعد" وتمتد إلى أراضٍ كثيرة، مشيراً إلى أن إيران تمتلك ما بين 2000 و2500 صاروخ باليستي ثقيل، ما قد يتيح استمرار القتال لمدة قد تصل إلى 30 يوماً.
وأضاف تومر: "نسعى لتدمير منظومة الطاقة الإيرانية، والقدرات النوعية، لكن الخطر الحقيقي يكمن في منشأة فوردو، التي لم تُصَب حتى الآن".
توتر داخلي غير مسبوق.. قمع السجناء وفرار المستوطنين
على الصعيد الداخلي، داهمت مصلحة السجون الإسرائيلية سجناء فلسطينيين في سجن وسط البلاد، بعد هتافهم فرحاً بالقصف الإيراني. وعلّق الوزير المتطرف إيتمار بن غفير قائلاً: "من يدعم إيران يدعم الإرهاب. لن نتسامح مع مظاهر الفرح في السجون أو خارجها".
في السياق ذاته، سجلت فرق الإسعاف إصابة 10 مستوطنين نتيجة التدافع داخل الملاجئ، إلى جانب سقوط جرحى آخرين في تل أبيب بسبب إصابات مباشرة للصواريخ.
شاهد:
https://x.com/twfan49892/status/1934861571483947242
https://x.com/qudsn/status/1934861674588041422
https://x.com/qudsn/status/1934857978726719498
https://x.com/qudsn/status/1934853427814912322
https://x.com/AlMayadeenNews/status/1934863933892079829