شهدت مستشفى مبرة مصر القديمة التابعة للمؤسسة العلاجية، حادثة غير مسبوقة بعدما تعرض عدد من المواطنين لحوادث عقر من كلاب ضالة تتجول بحرية داخل المستشفى، دون تدخل فعّال من الأمن أو الإدارة الصحية، في انتهاك فج لقواعد مكافحة العدوى وسلامة المرضى.

الحادثة، التي وقعت داخل حرم منشأة من المفترض أن تكون ملاذًا آمنًا للمرضى، أثارت غضبًا واسعًا بين ذوي المرضى والمترددين على المستشفى، وسط مطالب بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال الجسيم.
 

ضحايا بالعشرات وشهادات موجعة
   يروي أحد المترددين على المستشفى، المواطن "ع.د"، أنه تعرض للعقر من قبل أحد الكلاب الضالة أثناء زيارته لوالدته التي تتلقى الرعاية في قسم العناية المركزة بالدور الأرضي، مضيفًا أن أخاه البالغ من العمر 54 عامًا، وابنته الصغرى، تعرضا كذلك لهجمات من الكلاب في اليوم نفسه.

ويقول "ع.د" إن الكلاب تتواجد داخل المستشفى أمام غرف الرعاية المركزة والمعامل، دون أي رادع، مشيرًا إلى أن أفراد الأمن رفضوا التدخل، وأبلغوهم بوقاحة: "اللي معاكم اعملوه، أنا مش همشيهم، واشتكوا في الصحة".
 

العلاج خارج المستشفى.. والذهاب إلى "عين شمس العام" لأخذ المصل
   نتيجة الهجمات المتكررة، توجه الضحايا إلى مستشفى عين شمس العام لتلقي العلاج والتطعيمات المضادة للسعار، في إشارة واضحة إلى غياب أدنى مقومات الاستجابة الطبية داخل مبرة مصر القديمة، والتي يفترض أنها مجهزة للتعامل مع حالات الطوارئ.
 

خرق صارخ لقوانين مكافحة العدوى
   الحادثة تمثل انتهاكًا صارخًا للوائح مكافحة العدوى المنصوص عليها في القانون المصري الخاص بتنظيم المنشآت الصحية، إذ تحظر القوانين بشكل قاطع دخول أو تواجد أي نوع من الحيوانات -سواء أليفة أو ضالة- داخل المستشفيات، لما تمثله من مخاطر تتعلق بنقل الأمراض والتسبب في إصابات مباشرة.

وتنص اللوائح الصادرة عن وزارة الصحة والسكان بوضوح على الآتي:
"يُحظر بشكل قاطع دخول أو تواجد أي نوع من الحيوانات، سواء أليفة أو ضالة، داخل حرم المنشآت الصحية، حفاظًا على بيئة خالية من مصادر العدوى، وضمان سلامة المرضى والعاملين."

كما تؤكد الأدلة الإرشادية الصادرة عن الإدارة العامة لمكافحة العدوى ضرورة فرض رقابة صارمة على مداخل المستشفيات، وتطبيق معايير الأمن البيئي، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد الأرواح.
 

مطالبات بالتحقيق والمحاسبة
   في أعقاب الحادثة، تصاعدت الدعوات من ذوي المرضى والنشطاء الصحيين لفتح تحقيق عاجل في الواقعة، ومحاسبة المسؤولين عن هذا التسيّب الأمني والصحي، خاصة أن الأمر لا يتعلق بخطأ فردي بل بخلل منهجي في إدارة المستشفى وضمان بيئة آمنة.
 

شاهد:
https://www.facebook.com/reel/1435281657918219