تحدثت صحيفة وول ستريت جورنال أن إسرائيل تشهد زيادة كبيرة في عدد المجندات المشاركات في الأدوار القتالية، حيث أصبحن يشكلن حوالي 21% من القوة القتالية وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الجيش الإسرائيلي.
وتُعد إسرائيل واحدة من الدول القليلة التي تُخضع النساء لتجنيد واسع النطاق في سن 18 عامًا، تمامًا مثل الرجال.
وقالت الصحيفة أن هذا التحول جاء في ظل أزمة نقص القوى البشرية، خاصة مع انخفاض نسبة التجنيد بين الرجال الحريديم.
ووفقًا للصحيفة فإن حوالي 90% من وظائف الجيش أصبحت مفتوحة أمام النساء، باستثناء بعض الوحدات القتالية كالمشاة والمدرعات والكوماندوز.
وبينت الصحيفة أن الأدوار القتالية للنساء الخدمة في كتائب مختلطة على الحدود، ووحدات الاستطلاع، والدفاع الجوي، وأدوار لوجستية متقدمة مثل وحدات التنقل والإمداد تحت النار، كما بدأت تجارب محدودة لدمج النساء في وحدات النخبة، لكن بعض المجندات انسحبن من هذه البرامج التجريبية.
ونوهت إلى أن نسبة النساء في الخدمة الاحتياطية ارتفعت من 3% في 2006 إلى 20% في حرب غزة الأخيرة ما ساهم في تخفيف الضغط عن قوات الاحتياط.
وقال جاكوب ستويل، رئيس قسم التاريخ التطبيقي في معهد الحرب الحديثة بالأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت: "هناك ثلاثة أسباب تدفع الجيوش إلى إشراك النساء في الأدوار القتالية: الأيديولوجية، والمساواة، والضرورة".
وأضاف: "سترى النساء يخدمن في أدوار قتالية عندما ينطبق أحد هذه الأسباب الثلاثة"، مشيرًا إلى أن هذه الأسباب الثلاثة تنطبق في إسرائيل.
ووفق معطيات قسم إعادة التأهيل بالدفاع الإسرائيلية، ارتفع عدد الجرحى لأكثر من 78 ألفا، بزيادة 16 ألفا منذ بدء الحرب على غزة، مع توقعات بوصول العدد لـ100 ألف بحلول عام 2030، مما يعكس الضغط المتزايد على منظومة التأهيل.
وإلى جانب ذلك، يواجه الجيش تحديات في تجنيد اليهود الحريديم الذين يرفضون الخدمة العسكرية لأسباب دينية، مما دفع القيادة العسكرية إلى البحث عن بدائل بشرية لتعويض هذا النقص، وفقًا لصحيفة "معاريف".
وبحسب الصحيفة، رغم قرارات المحكمة العليا بتوسيع فرص النساء في الوحدات القتالية، لا تزال 42% من المناصب مغلقة أمامهن، وتقل النسبة أكثر في سلاح المشاة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، يعاني الجيش الإسرائيلي من نقص حاد في القوى البشرية، لاسيما في صفوف الجنود النظاميين والاحتياط، وتفاقم هذا النقص مع طول أمد العمليات العسكرية والخسائر البشرية التي تكبدها، مما دفع الجيش إلى زيادة الاعتماد على النساء في المهام القتالية