شهدت الأسواق المالية هدوءًا نسبيًا عقب عطلة عيد الأضحى، حيث استقرت أسعار الدولار مقابل الجنيه في البنوك الرسمية، بينما سجّلت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا، وسط ترقب للأوضاع الاقتصادية الإقليمية والدولية، وتوقعات المحللين بمزيد من الاستقرار خلال الأسابيع المقبلة.
الدولار: استقرار لافت بعد عطلة العيد
في أول يوم عمل بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى (10 يونيو 2025)، سجلت أسعار الدولار الأمريكي في البنوك استقرارًا ملحوظًا، حيث تراوح سعر الصرف بين 49.58 و49.68 جنيهًا للبيع، وبين 49.49 و49.59 جنيهًا للشراء، في البنوك الكبرى مثل البنك الأهلي وبنك مصر وبنك القاهرة.
وبحسب موقع البنك المركزي، لم تسجل أسعار الدولار تغييرات كبيرة مقارنة بالأسبوع السابق للعيد، وهو ما اعتبره محللون انعكاسًا لحالة التوازن في سوق الصرف المحلي، في ظل تراجع الطلب على العملة الصعبة خلال فترة العطلة.
وفي السوق غير الرسمية، تراوح سعر الدولار بين 47.80 و48.80 جنيهًا، مع تقلص في حجم التداول بسبب الإجازة، واستمرار الرقابة المصرفية على السوق الموازي.
الذهب: انخفاض غير متوقع رغم موسم الشراء
على الرغم من العادة السنوية بارتفاع أسعار الذهب خلال موسم الأعياد، سجل المعدن النفيس تراجعًا طفيفًا بعد العيد. فقد بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4,670 إلى 4,700 جنيه، مقابل حوالي 4,690 جنيه قبل العيد.
وسجّل عيار 24 سعرًا يتراوح بين 5,337 و5,380 جنيهًا، بينما بلغ عيار 18 حوالي 4,002 إلى 4,028 جنيهًا. أما سعر الجنيه الذهب فقد استقر عند حدود 37,360 إلى 37,600 جنيهًا.
آراء وتحليلات
ويرى خبراء أن هذا الانخفاض جاء نتيجة تراجع سعر الأونصة عالميًا، حيث انخفضت من حوالي 2,400 دولار إلى ما يقارب 2,309 دولارًا، إلى جانب استقرار سعر صرف الجنيه أمام الدولار.
قال الخبير المصرفي هشام إبراهيم إن استقرار الدولار يعكس نجاح السياسة النقدية في امتصاص الضغوط، خصوصًا بعد تعزيز الاحتياطي النقدي الذي تجاوز 48.5 مليار دولار. وأضاف أن سوق الصرف يشهد حاليًا حالة من الانضباط مدفوعة بتراجع المضاربات على الدولار.
أما رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إيهاب واصف، فأكد أن أسعار الذهب تتأثر حاليًا بالبورصات العالمية أكثر من السوق المحلي، مشيرًا إلى أن أي توترات جيوسياسية قد تعيد رفع الأسعار بشكل سريع.
التوقعات المستقبلية
يتوقع المحللون أن تبقى أسعار الدولار في نطاق مستقر خلال الفترة المقبلة، خصوصًا مع ترقب قرارات البنك المركزي حول سعر الفائدة، إلى جانب تدفقات استثمارية أجنبية مرتقبة.
وفيما يخص الذهب، تشير التقديرات إلى احتمال استمرار الأسعار ضمن نفس النطاق، مع إمكانية الارتفاع في حال عادت أسعار الأونصة للصعود عالميًا أو شهدت الأسواق العالمية حالة من عدم الاستقرار.
ويعكس الأداء المستقر للدولار وتراجع الذهب بعد عيد الأضحى، توازنًا مؤقتًا في الأسواق المصرية، لكن المعطيات الإقليمية والدولية ستظل العامل الحاسم في تحديد المسار خلال الفترة المقبلة.
ويرى محللون أن السوق يشهد حالة من الترقب خلال الأسبوع الجاري، وسط مراقبة لأداء الجنيه مقابل الدولار، وتحركات البورصة، إضافة إلى متابعة تطورات السوق العالمية وأسعار النفط والذهب، التي تؤثر بشكل مباشر على مزاج المستثمرين. ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تفاعلًا أكبر في حجم السيولة والتداول، مع وضوح الرؤية بشأن الأوضاع النقدية في مصر ومدى استقرار السوق الموازية.