في ليلة كروية مرتقبة، تتجه أنظار جماهير الكرة إلى استاد القاهرة الدولي مساء الخميس، حيث تنطلق صافرة نهائي كأس مصر لموسم 2024-2025، في مواجهة نارية تجمع بين الزمالك، وبيراميدز المتوَّج أفريقيًا. مباراة لا تقتصر على لقب محلي فحسب، بل تحمل في طياتها صراعات تاريخية ورهانات شخصية ومصيرية لكلا الفريقين، في ظل غياب عملاق الكرة النادي الأهلي عن المشهد.
الزمالك: موسم صفري على المحك
يدخل الزمالك النهائي وفي جعبته الكثير ليخسره. الفريق الأبيض، الذي اعتاد الوقوف على منصات التتويج، خاض موسمًا مخيبًا على كافة الأصعدة، وفشل في حصد أي لقب حتى الآن. ومع خروج الأهلي المبكر من البطولة، بدا الطريق ممهدًا أمام الزمالك لتعويض جماهيره ولو بلقب واحد، ينقذ به موسمه ويمنع وصمة "الموسم الصفري".
وتاريخيًا، يمتلك الزمالك سجلًا مميزًا في بطولة كأس مصر، حيث توّج بها 28 مرة، آخرها في نسخة 2021، ويُعد من أنجح الفرق في هذه المسابقة. وخلال آخر 12 موسمًا، بلغ الفريق النهائي في ثماني مناسبات، فاز بسبع منها، مما يجعله الأكثر حضورًا واستقرارًا على المستوى المحلي رغم العثرات الأخيرة.
الفوز بالكأس هذه المرة لا يعني فقط إضافة رقم جديد إلى الخزينة البيضاء، بل يتعلق بهوية النادي وهيبته، في ظل تصاعد الانتقادات لإدارة الفريق وتراجع نتائجه في البطولات الكبرى، محليًا وقاريًا. كما أن مدرب الفريق ولاعبيه يعلمون أن أي نتيجة غير التتويج قد تُشعل ثورة غضب جماهيرية جديدة.
بيراميدز: حلم التتويج المزدوج وصناعة التاريخ
أما بيراميدز، فيخوض النهائي من موقع مختلف تمامًا. الفريق الصاعد بقوة في الكرة المصرية يعيش لحظة تاريخية بعد تتويجه المذهل بلقب دوري أبطال أفريقيا، إثر فوزه على ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخه القصير.
الفريق، الذي تطور من نادٍ متوسط إلى قوة كروية يُحسب لها ألف حساب، يقف على أعتاب المجد المحلي، ساعيًا للحفاظ على لقب كأس مصر الذي أحرزه الموسم الماضي (2024)، ولتحقيق الثنائية التاريخية التي ستُرسخ مكانته كقوة ثالثة تنافس الأهلي والزمالك على الزعامة.
ويسعى بيراميدز بهذا الفوز المحتمل إلى معادلة أندية عريقة مثل الإسماعيلي والأولمبي وإنبي وحرس الحدود، الذين يملكون لقبين في كأس مصر، وإثبات أن إنجازه القاري لم يكن ضربة حظ، بل محطة جديدة في مسار تصاعدي واضح.
الأرقام تحكي.. لكن الطموح يُقرر
تاريخ المواجهات وإنجازات الكأس ترجّح كفة الزمالك، لكن الأرقام لا تلعب وحدها. بيراميدز قادم من موسم مميز، نافس فيه الأهلي حتى الرمق الأخير على لقب الدوري وخسره بفارق نقطتين فقط، ما يدل على استقراره الفني وقوة مشروعه الكروي بقيادة المدرب الكرواتي كرونسلاف يورتشيتش، الذي أصبح معشوق الجماهير الزرقاء.
من جهة أخرى، يعيش الزمالك حالة من الضغوط النفسية والفنية، تجعله أمام خيار واحد: الفوز فقط. فالفريق يواجه أزمة ثقة منذ سنوات، ولم تنجح محاولات متكررة لإنعاشه سوى مؤقتًا، وما لم يتوَّج الليلة، فإن الحديث عن "نهاية جيل" قد يعود بقوة إلى دوائر النقاش الأبيض.