وصلت حصيلة ضحايا القصف منذ فجر الجمعة إلى54 شهيدا فلسطينيا بينهم 11 من عائلة واحدة، وأصيب آخرون في أكثر من خمس غارات جوية متفرقة، فيما المجاعة تذداد تتفاقما بالقطاع.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، منذ أن استأنفتها قبل 67 يومًا، وبعد 595 يومًا على بدء العدوان، عقب تنصل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو من اتفاق وقف إطلاق النار، مستندًا إلى دعم سياسي وعسكري أمريكي، وسط صمت دولي وخذلان غير مسبوق من المجتمع الدولي.
وأفاد شهود عيان، بأن قوات الاحتلال شنت عشرات الغارات، في وقت تصاعدت آثار منع إدخال المواد الغذائية الأساسية، منذ بداية مارس الماضي؛ وهو ما يرسم مشهدًا قاسيًا للمجاعة التي يواجهها سكان القطاع.
وأكدت مصادر طبية أنّ 27 شهيدا ارتقوا في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، من بينهم11 شهيداً في قصف طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الدغمة في بلدة عبسان الجديدة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة.
استُشهد أربعة فلسطينيين، صباح الجمعة، في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية استهدف مجموعة من المدنيين قرب شارع المزرعة جنوبي مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة.
نقلًا عن مصادر محلية، فإن طائرات الاحتلال المسيرة استدفت مجموعة مواطنين في شارع المزرعة؛ أسفر عن 4 شهداء وجرحى.
واستشهد طفلان وإصابة عدد آخر في قصف شقة في مخيم خان يونس، والطفلين هما “الطفلة هبة نايف غازي أبو عكر، الطفل محمد نايف غازي أبو عكر”.
وفي مجزرة جديدة، استهدف قوات الاحتلال الإسرائيلي عناصر تأمين المساعدات في دير البلح ما أسفر عن استشهاد 6 منهم، وعرف من الشهداء “مؤيد عيسى بركة، جبر حسن بركة، وسام خليل أبو سمرة، محمود نصار، محمود محمد حمودة”، ثم قامت طائرات الاحتلال باستهداف سيارات الإسعاف بشكل مباشر عندما بدأت بنقل الشهداء والجرحى.
وارتقى عدد من الأطفال الأشقاء، جراء قصف طيران الاحتلال منزلًا لعائلة “أبو عكر” في مخيم خان يونس، جنوبي قطاع غزة.
وارتقى 5 شهداء جراء قصف فناء منزل لعائلة البربراوي في مخيم المغازي وسط قطاع غزة ليلة الخميس.
وارتقى 6 شهداء وجرحى ومفقودين في قصف منزل لعائلة دردونة أول شارع الجرن في جباليا البلد شمالي قطاع غزة، وعرف من الشهداء “ياسر سعيد دردونة (60 عام)، هدى مصطفى دردونة، مصعب محمد دردونة، حمدي ياسر دردونة”.
في هذه الأثناء، تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومنع دخول المساعدات الغذائية والإنسانية إلى القطاع المحاصر، مما فاقم أزمة الجوع التي تضرب أكثر من مليوني غزي.
يأتي ذلك بينما قالت منظمة الصحة العالمية إن المنظومة الصحية في غزة وصلت إلى نقطة الانهيار مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة، ووسط تفاقم للنزوح الجماعي للسكان والنقص الحاد في الاحتياجات الأساسية.
آخر تطورات المفاوضات
وأصدرت حركة حماس بيانا توضح فيه آخر تطورات المفاوضات حيث بينت "إنّنا في حركة حماس نعدّ استمرار تواجد الوفد الصهيوني المرسل إلى الدوحة، رغم ثبوت افتقاره لأي صلاحية للتوصّل إلى اتفاق، محاولة مكشوفة من نتنياهو لتضليل الرأي العام العالمي، والتظاهر الكاذب بالمشاركة في العملية التفاوضية، إذ يواصل تمديد إقامة وفده يومًا بيوم دون الدخول في أي مفاوضات جادة، حيث لم تُجرَ أي مفاوضات حقيقية منذ يوم السبت الماضي".
وأضافت أن تصريحات نتنياهو بشأن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، محاولة لذر الرماد في العيون، وخداع المجتمع الدولي، حيث لم تدخل حتى الآن أي شاحنة إلى القطاع، بما في ذلك تلك الشاحنات القليلة التي وصلت معبر كرم أبو سالم ولم تتسلّمها أي جهة دولية.
وقالت إن تصعيد العدوان الصهيوني والقصف المتعمد للبنية التحتية المدنية، وارتكاب المجازر الوحشية بحق الأطفال والنساء، بالتزامن مع الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر، وخلال وجود الوفود في الدوحة، يفضح نوايا نتنياهو الرافضة لأي تسوية ويكشف تمسّكه بخيار الحرب والدمار.
وبينت تحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن إفشال مساعي التوصّل لاتفاق، في ضوء تصريحات مسؤوليها الواضحة بعزمهم مواصلة العدوان وتهجير أبناء شعبنا من أرضهم، في تحدٍّ صارخ لكل الجهود الدولية.
وأردفت أنه إزاء هذا التعنّت، فإن اتساع دائرة المواقف الدولية الرافضة للعدوان والحصار، وآخرها من عدّة دول أوروبية، يُعدّ إدانة جديدة لسياسات الاحتلال ودعمًا متزايدًا لمطالب شعبنا العادلة.
وثمنت الحركة جهود الوسطاء، مؤكدة استمرارها في التعامل الإيجابي والمسؤول مع أي مبادرة توقف العدوان، وانسحاب الاحتلال، ورفع الحصار، وإدخال المساعدات، والبدء بإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال.