نقلًا عن موقع ألجيمينير، بدأ سلاحا الجو المصري والصيني أول تدريب جوي مشترك بينهما على الإطلاق، تحت اسم "نسور الحضارة 2025"، في قاعدة جوية مصرية. رأت مصادر إسرائيلية في هذا الحدث رسالة سياسية موجّهة إلى الولايات المتحدة، ودعت إلى مراقبته عن كثب.

في 19 أبريل 2025، أعلنت مصر انطلاق المناورات، التي شاركت فيها مقاتلات متعددة المهام وطائرات أخرى من الجانبين، داخل الأجواء المصرية. لم تحدد المصادر الرسمية المصرية أنواع الطائرات المشاركة، بينما أكدت قناة CCTV الصينية مشاركة مقاتلات جي-10C، وبثّت مشاهد تُظهر طائرة صينية تحلّق بجانب مقاتلة ميج-29 مصرية فوق قاعدة وادي أبو ريش جنوب شرق القاهرة.

استقبل ضباط مصريون كبار القوة الصينية فور وصولها، وفقًا لتقرير من موقع إسرائيل ديفينس، وشمل التدريب عدة قواعد جوية، مع التركيز على تعزيز التعاون العملياتي بين القوتين الجويتين.

رأى مراقبون أن هذه المناورات تعكس سعي مصر لتنويع شراكاتها الأمنية، وتوسيعها خارج إطار تحالفها التقليدي مع الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، دعا اللواء احتياط يعقوب ناغل، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى عدم المبالغة في تفسير الحدث، دون الاستهانة به.

قال ناغل: "لا أعطي المناورة أهمية مفرطة، لكن لا يجوز تجاهلها تمامًا. من الأفضل أن تبادر الولايات المتحدة، التي تقدّم مساعدات كبيرة لمصر، بالتعبير عن موقفها".

شدد ناغل على أهمية معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وأوضح أن الجانب المصري حريص عليها لأسباب اقتصادية بالأساس، حتى في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي، الذي لم يذكر اسم إسرائيل، لكنه لم يجرؤ على المساس بالاتفاقية.

وحين سُئل عن تعاظم الوجود العسكري المصري في سيناء، دعا ناغل إلى التعامل مع الملف بحذر وحزم، قائلاً: "إسرائيل لا ترغب في فتح جبهة مصرية، لكن لا يجوز الاستهانة بمصر، ويجب مراقبة التطورات جيدًا، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر".

رغم ذلك، أشار إلى أن مصر لا تُعد عدوًا حاليًا، وهناك اتفاق سلام قائم، حتى لو كان بارداً، لكنه لا يزال مهمًا للطرفين.

يأتي هذا التدريب في سياق توسّع النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، دون تدخل عسكري مباشر، بل عبر صفقات أسلحة ضخمة، ووساطات دبلوماسية مثل التقريب بين السعودية وإيران في 2023، بالإضافة إلى استثمارات البنية التحتية ضمن مشروع الحزام والطريق.

أوضح الدكتور أوري سيلا، أستاذ الدراسات الآسيوية في جامعة تل أبيب، أن هذا التعاون العسكري يأتي ضمن مسار طويل من العلاقات بين الصين ومصر، وإن كانت المناورات السابقة غالبًا بحرية. وأضاف أن الصين أجرت تدريبات مماثلة مع دول أخرى بالمنطقة مثل تركيا والإمارات.

ورأى سيلا أن هذا التحرك يندرج ضمن استراتيجية مصرية أوسع لتنويع مصادر التسلّح والشراكات العسكرية، وأشار إلى تداول شائعات حول صفقات مستقبلية تتعلق بطائرات جي-10C وغواصات من النوع 039إيه.

وأشار أيضًا إلى ظهور طائرة الإنذار المبكر الصينية كي جي-500 في مصر، واعتبره مؤشرًا على محاولة بكين عرض قدراتها المتقدمة في المنطقة، داعيًا إسرائيل لمراقبة الموقف عن كثب.

في ختام تصريحه، أكّد سيلا أن هذه المناورات لا تعني بالضرورة تخلي مصر عن علاقتها مع واشنطن، بل تعكس رسالة سياسية مفادها أن مصر تملك بدائل، وتسعى للحفاظ على هامش مناورة في مواجهة الضغوط الأميركية.

https://www.algemeiner.com/2025/05/04/egypt-signals-to-us-it-has-options-after-first-air-drill-with-china/