أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية مساء الأحد، فرض حصار جوي شامل على إسرائيل، في خطوة اعتبرتها ردًا مباشرًا على توسع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واستمرار ما وصفته بـ"العدوان الأمريكي" على اليمن. وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان بثه الإعلام الرسمي التابع للحوثيين، إن الحصار الجوي سيتحقق من خلال تكرار استهداف المطارات الإسرائيلية، وعلى رأسها مطار "بن غوريون" الدولي، المعروف باسم "مطار اللد"، الذي قال إنه أصبح "هدفًا رئيسيًا" للصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية. وأشار سريع إلى أن الهجمات على المطارات ستستمر ما لم تتوقف إسرائيل عن "العدوان على غزة واستهداف البلدان العربية"، داعيًا شركات الطيران العالمية إلى وقف رحلاتها إلى إسرائيل فورًا حفاظًا على سلامة الطائرات والمسافرين. وقال: "من الآن فصاعدًا، على العالم أن يتعامل مع أجواء العدو كمجال جوي غير آمن". وجاء الإعلان عقب هجوم صباح الأحد، قال الحوثيون إنهم نفذوه بصاروخ باليستي فرط صوتي، استهدف مطار "بن غوريون"، وأدى إلى تعطيله لساعات، وسط عجز منظومات الدفاع الأميركية والإسرائيلية عن اعتراض الصاروخ. وأضاف سريع أن الهجوم تسبب في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين إسرائيلي نحو الملاجئ، وتسبب بحالة شلل مؤقتة في قطاع الطيران الإسرائيلي. وفي وقت لاحق من مساء اليوم نفسه، نفّذ سلاح الجو المسيّر التابع للحوثيين عملية جديدة بطائرة مسيّرة من طراز "يافا"، استهدفت منشأة حيوية في مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، بحسب البيان الحوثي، الذي أكد استمرار الهجمات حتى "كفّ العدوان الأميركي عن اليمن، ووقف المجازر في غزة". تفاقم التوتر الإقليمي وسرعان ما انعكست الهجمات على الداخل الإسرائيلي، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية بأن صافرات الإنذار دوّت في "تل أبيب" والقدس، وتم إغلاق مطار "بن غوريون" مؤقتًا بعد إطلاق صاروخ طويل المدى من اليمن، في ظل إخفاق نظامي الدفاع الجوي "حيتس 3" و"ثاد" في اعتراضه. في المقابل، شن الطيران الأميركي سلسلة غارات عنيفة على عدة محافظات يمنية، شملت صنعاء والجوف ومأرب والحديدة وصعدة، مستهدفًا مواقع عسكرية وأخرى مدنية. وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى، من بينهم نساء وأطفال، فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية، وفقًا لمصادر إعلامية محلية. ووثق ناشطون يمنيون انقطاع الكهرباء وخدمات الاتصالات في مناطق متعددة جراء القصف الجوي الأميركي، فيما اتهم الحوثيون واشنطن بـ"ارتكاب جرائم حرب" دعماً لإسرائيل. إيران ترد على الاتهامات في موازاة التصعيد، رفضت الخارجية الإيرانية الاتهامات الأميركية والإسرائيلية بشأن تورط طهران في دعم الحوثيين لشن الهجمات على إسرائيل، ووصفت تلك المزاعم بأنها "ادعاءات لا أساس لها من الصحة"، معتبرة أن "نسبة بطولات الشعب اليمني إلى إيران إهانة لهذا الشعب المظلوم والمقدام". وأكدت الخارجية الإيرانية أن الولايات المتحدة دخلت حربًا مباشرة مع اليمن عبر غاراتها الجوية، متهمة واشنطن بـ"التواطؤ في حرب إبادة تُشن ضد المدنيين في غزة واليمن على حد سواء". كما شددت طهران على استعدادها للرد "ردًا شاملًا وحاسمًا" على أي تهديد عسكري أميركي أو إسرائيلي يستهدفها أو يستهدف حلفاءها في المنطقة. معركة جوية مفتوحة وبينما تتصاعد وتيرة الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية، باتت الأجواء الإسرائيلية نفسها في مرمى نيران صنعاء. فبعد سنوات من الحرب الداخلية في اليمن، يبدو أن الجماعة الحوثية نجحت في فرض معادلة جديدة في الصراع الإقليمي، قائمة على "توسيع جغرافيا الردع" وجعل الجبهة اليمنية جزءًا من المعركة المفتوحة في فلسطين. شاهد البيان: https://t.me/army21ye/2932